بغداد / عراق أوبزيرفر
تصاعدت الدعوات في العراق إلى تشكيل «خلية أزمة» لمواجهة الجفاف الذي بات يهدد البلاد، فيما تسعى الحكومة لإيجاد حلول سريعة لحل الأزمة التي أشار إليها خبراء بالشأن المائي بأنها لا تقل خطورةً عن الأزمات الأمنية.
ودعا الخبير بالقضايا المائية، عادل المختار، إلى تشكيل «خلية أزمة» لمواجهة أزمة الجفاف الخطيرة في البلاد.
وقال المختار: «العراق يمر بأزمة جفاف خطيرة جداً، ومع ذلك لا توجد إجراءات حكومية حقيقية لمواجهة هذه الأزمة وإيجاد حلول سريعة لها، خصوصاً أننا مقبلون على فصل الصيف والتخزين المائي ربما لا يكفي حتى نهاية العام الحالي».
وأشار الخبير إلى أن الأزمة في تصاعد، مع عدم وجود أي حلول، وأن ما يتم طرحه هو مجرد حلول إعلامية لا وجود لها حقيقياً على أرض الواقع.
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الموارد المائية أن العراق لديه نقص مائي يقدر بنحو 80 مليار متر مكعب، في إشارة إلى استنفاد أغلب المخزونات المائية الاستراتيجية الموجودة بالبحيرات والسدود.
وخلال أقل من 4 سنوات، فقد العراق الذي بات في المرتبة الخامسة على مؤشر الجفاف العالمي، نحو 53 مليار متر مكعب من مخزونه المائي، وفق بيانات وزارة الموارد المائية.
وحسب خبراء فإنّ فقدان مليار متر مكعب واحد يعود بأضرار جسيمة على الثروة الزراعية النباتية والحيوانية، إذ تشير التقديرات إلى فقدان العراق لـ 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية والعدد قابل للزيادة، تارة بسبب نقص المياه المتدفقة للأراضي العراقية، وتارة لتخوف المزارعين وساكني الضفاف والمصبات والمجاري النهريّة من الخطر القريب الداهم.
ويرى أستاذ الجغرافيا البروفيسور الدكتور عبد الزهرة الجنابي، أن مشكلة الجفاف في العراق تتمثل في تراجع واردات المياه في نهري دجلة والفرات وروافدهما، لكثرة السدود المقامة على منابعهما في دول الجوار، وقلة الأمطار الساقطة على منابعهما، وتحويل دول الجوار مجاري عشرات الأنهار الصغيرة، فضلاً عن تراجع حاد في الأمطار الساقطة في عموم العراق إلى أدنى مستوياتها خلال 100 عام.
وحول تداعيات أزمة نقص المياه التي تضرب العراق، يقول الجنابي – مؤلف كتاب «جغرافية العراق الإقليمية» – إن لها انعكاسات خطيرة على الزراعة والأنشطة الاقتصادية والأحوال الاجتماعية والبيئة وغيرها.