بغداد/ عراق أوبزيرفر
يحظى السيد رحيم أبو رغيف، وهو شخصية دينية قيادية في مجال تحديث الفكر الديني وكاتب بارز في مجال الفلسفة وإعادة قراءة التاريخ، باهتمام بالغ من قبل أوساط الشباب العراقيين، في ظل بروز آراء فكرية متشددة، وخطاب إعلامي سمّم الأجواء، عبر سجالات وجدالات هلامية لا تخدم الحقيقية، ويترافق ذلك مع التوجه النيابي لإقرار تعديلات قانون الأحوال الشخصية.
ولدى أبو رغيف رؤية متنورة، يعبر عنها في البيانات التي يصدرها، وكذلك اللقاءات الإعلامية عبر الفضائيات، فضلاً عن آراء وحدوية، تدفع نحو المزيد من نبذ الخلافات والتفرقة، وتؤسس لخطاب معتدل يمكن أن يسود الساحة العراقية، ولو بعد سنوات.
إشادة بظهوره الأخير
وحظي لقاءه الإعلامي الأخير ضمن برنامج “البشير شو” بمتابعة واهتمام الأوساط الإعلامية والشعبية، حيث نُشرت مقاطع من اللقاء على نطاق واسع، في مواقع التواصل خاصة، “تيك توك” المعقل الرئيس لفئات شبابية واسعة.
وجاء حديثه عن المرأة وحقوقها في ممارسة تفاصيل حياتها، ضمن نطاق مقبول من الشريعة الإسلامية، وكذلك الأعراف المجتمعية، ليُعتبر دليلاً على إمكانية ولادة آراء تعبر عن الدين بشكل واقعي، دون لفٍ أو دوران، وتصدر للأجيال خطاب مقبول يتماشى مع الواقع فهماً وتطبيقاً، بما يُسهم في انتشالهم من آفات الضياع كالمخدرات أو التعصب الديني والمذهبي.
ويرى الكاتب العراقي، فلاح المشعل، أن “ظهور أبي رغيف بمساحات إعلامية واسعة وحيازته على جاذبية عالية في لفت انتباه الشباب، دفع بعض الجهات وأحزاب الإسلام السياسي المفتقرة لأنموذج السيد أبو رغيف، أن تمارس أساليبها في التشويش والتسقيط في محاولات يائسة للنيل من حضوره الطاغي في المحافل الثقافية والإعلامية والفكرية”.
وأضاف في تعليق له عبر منصة “أكس”، أن “طروحات السيد رحيم أبو رغيف تشكل الضد النوعي في مقاربات تنتج مشتركات عملية وإصلاحية، وليس تنافراً ما بين الدين كشأن إيماني، والسياسة كشأن إداري لتنظيم أحوال البلاد والعباد”، مشيراً إلى أنه “يشكل مركز ضوء في نفق العتمة المتمثل بخطاب الكراهية والتجاوز الذي يرتكبه بعض الخطباء بحق من يعارضهم بالرأي”.
وخلال مسيرته، نشر أبو رغيف عددا من الكتب أبرزها؛ إشكاليات الخطاب الفلسفي، والاتجاهات الفلسفية – قراءة في مذاهب الفلسفة، وموسوعة فلسفية من 3 أجزاء تحت عنوان الدليل الفلسفي الشامل، إضافة إلى كتاب قيد النشر بعنوان، أوطان وأديان مقاربات في جدل الدين والدولة.
كما أسس في عام 2003 منتدى الوسطية والاعتدال للثقافة والفكر وهو يحظى بمتابعة واسعة من خلال حضوره الكثيف والبارز في وسائل الإعلام. كما أن له مشاركات فاعلة في المؤتمرات خارح وداخل العراق وفي نشاطات المجتمع المدني لنشر قيم التسامح وأنسنة الخطاب الديني وارساء ثقافة قبول الاخر ودحض خطاب جماعات الإسلام السياسي.
ويعد أبو رغيف من أبرز المدافعين عن فكرة أن الدين ميدانه المجال الخاص وقد يلامس المجال العام، لكن ذلك لا يجعله بديلا عن الدولة، حيث يشير في الكثير من لقاءات الإعلامية، إلى أن القران والسنة خاليين من مفهوم الدولة ومنظومة الأحزاب وأن الدولة نتاج العقل البشري والتجربة الانسانية، لكنها في المجمل تهتدي بروح الإسلام السمحة.
وولد السيد أبو رغيف ببغداد في العام 1962 وتخرج من مدارسها الرسمية، ومنها توجه إلى الدراسات الدينية في الحوزة العلمية في النجف وقم، ولديه عشرات البحوث والكتب المعرفية والفلسفية.