تحليلاتخاصرئيسية

سرقة القرن وظهور حنون.. أحداث لبنان تخطف وقائع كبيرة في العراق

بغداد/ عراق أوبزيرفر

أحداث متسارعة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع اشتعال جبهة لبنان الجنوبية، وواقعة اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، حيث حولت الأنظار في العراق، عن ملفات حساسة في العراق، مثل قضية “سرقة القرن” وإحالة رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون للتحقيق.

وكانت “سرقة القرن” التي تمثل إحدى أكبر قضايا الفساد في تاريخ العراق، حيث تقدر الأموال المختلسة بمليارات الدولارات، وفقاً للخبراء، فإن هذه القضية كانت في صميم النقاشات السياسية قبل الأحداث اللبنانية، حيث دعا الشارع العراقي إلى محاسبة الفاسدين، وتعقبهم، خاصة بعد ظهور نور زهير، في لقاء إعلامي، ولكن مع تصاعد الأحداث في لبنان، أصبح التركيز أقل على هذه القضايا.

كما خطفت الأحداث الجارية في الشرق الأوسط الأضواء من قضية ظهور رئيس هيئة النزاهة القاضي حيدر حنون، وتفجيره قضايا متعددة تتعلق بشبهات وفساد، بدأ القضاء العراقي يحقق فيها.

مكاسب سياسية

وقال الصحفي أنس الشمري، أن “أحداث المنطقة هيمنت على اهتمامات وسائل الإعلام، وهذا يعود بالفعل لضخامة الحدث وجسامته، وهو اغتيال السيد حسن نصر الله”، مشيراً إلى أن “ما حصل خطف اهتمام العراقيين وتم نسيان قضايا مثل سرقة القرن وتداعياتها، وكذلك قضية جوحي، فضلاً عن ما أثاره رئيس هيئة النزاهة، وصولاً إلى ملفات مثل التلاعب بموازنة البرلمان وغير ذلك”.

وأضاف الشمري لـ”عراق أوبزيرفر” أن “هذه الملفات لا تبد أن تعود إلى السطح مرة أخرى، باعتبارها تمس ملفات ثقيلة، وتتضمن كشف فساد وملاحقات لبعض المتهمين”، لافتاً إلى أن “بعض القوى السياسية تسعى لإخفائها وهي الآن تعيش حالة من الاسترخاء بسبب ما يحدث في المنطقة”.

وتؤشر المعطيات إلى تحول في مزاج الشارع العراقي، حيث تركز الاهتمام خلال الأيام الماضية على الأحداث الإقليمية بدلاً من القضايا الداخلية، وهو ما أثار مخاوف من استثمار بعض الجهات هذا التحول، ما يمنح المتورطين في ملفات الفساد مجالاً للتملص من الضغوط المتعلقة بالفساد والإصلاح.

وتتداخل الأحداث في لبنان مع السياق العراقي، حيث أشار محللون إلى أن الفوضى الإقليمية قد تؤدي إلى تقوية مواقف بعض القوى السياسية في العراق، ورغم وجود قضايا كبيرة مثل “سرقة القرن”، إلا أن الأحداث الإقليمية قد تؤدي إلى تراجع المطالب الشعبية بضرورة محاسبة الفاسدين، خاصة وأن الإعلام العراقي بدأ يتفاعل سريعاً مع تلك الأحداث، حيث انخفضت نسبة التقارير حول الفساد وسوء الإدارة لصالح تغطية الأحداث اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى