بغداد/ عراق أوبزيرفر
هجوم كاسح يتعرض له مستشار الأمن القومي، قاسم الاعرجي، بعد تصريحه من منزل الراحل بيشو دزئي، في أربيل، حيث زار المنزل المدمر إثر القصف، الإيراني ونفى أن يكون مقرا للموساد، كما تحدثت إيران، ووكلائها في العراق.
وخلال الساعات التي أعقبت الهجوم الإيراني، واجه الأعرجي، سيلاً من التخوين والتغريدات الناقدة له، بل ذهب بعضهم إلى أبعد ذلك من ذلك عبر ذكر أنه “كردي فيلي” في مسعى للتشهير به، أو التقليل من شأن الكرد الفيلين.
ولم يكن الهجوم من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فقط بل حتى الأوساط السياسية، وأجواء المحللين، حيث رأى النائب علاء الحيدري أن ما تحدث به الاعرجي “محترم، لكنه كان مستعجلاً وإن كان في الميدان واطلع على القصف الصاروخي”، معتبراً في تصريح أن “تقرير مستشارية الامن القومي مستعجل ويجب ان تكون هنالك لجنة تحقيقية بعد دراسة القصف، لذا فهو أثناء تجواله والتحري بموقع القصف خرج بتصريحات لا اعتقد انها موفقة”، وفق تصريحه.
ومن المعروف أن الأعرجي، يعد معارضا شرساً للنظام السابق، كما أنه أحد الشخصيات التي عاشت في إيران، وقضت سنوات طوالا هناك، وكان على الدوام يُسمى “مهندس التوازنات”، خاصة بين الفصائل المسلحة، والحكومة العراقية، فيما يتعلق بالقصف ضد الوجود الأجنبي في البلاد، فضلاً عن دوره في عدة قضايا حسّاسة، كصفقة الصيادين القطريين عام 2016.
وعلى الدوام كان الأعرجي، شخصية تحظى بقبول واسع، لدى مختلف الجهات والأطراف، وتمكن من صناعة رأي عام مؤيد له، ولتحركاته، في المناصب التي تسلمها، مثل وزارة الداخلية، ومستشارية الأمن الوطني، وغيرها.
هل هناك جيوش الكترونية؟!
لكن بعد تصريحه الأخير، واجه الأعرجي، سيلاً من الاتهامات والتخوين، كما نسف الكثير من المعلقين أي دور له في الحياة السياسية، وهو ما أثار تساؤلات عن وجود جيوش إلكترونية، ربما على صلات خارجية، أو تنفذ أجندات مشبوهة.
فضلاً عن ذلك أثيرت تساؤلات عن مستقبل الأعرجي السياسي، بعد إغضابه إيران، وكذلك الأطراف المؤيدة لموقفها في العراق.
لكن مقربين من الأعرجي، يتحدثون عن أن الرجل “تحدث بلغة عراقية بحتة، وأنه بالفعل لم يكن هناك مقراً للموساد الإسرائيلي، في منزل بيشرو دزئي، كما هو الحال مع منزل رجل الأعمال الكردي، باز البرزنجي، الذي تعرض سابقاً إلى قصف إيراني مماثل، وكانت نفسه الحجة.
وحينها كان القيادي في التيار الصدري، حاكم الزاملي، نائب رئيس البرلمان آنذاك، حيث زال المنزل، وأكد أن أسرة كردية تسكن في المنزل، وليس هناك أي مقر للموساد.
وفي مسعى لتطويق الأزمة، استقبل الأعرجي، السفير الإيراني في بغداد، محمد كاظم آل صادق.
واستعرض الأعرجي مع السفير الإيراني – بحسب بيان – مجمل الأوضاع السياسية والأمنية في المنطقة، إلى جانب بحث تعزيز العلاقات بين البلدين الجارين، والتأكيد على حل جميع الإشكالات عبر الحوار.
كما جرى التأكيد خلال اللقاء على عمق العلاقة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، وأهمية تنمية وتعزيز تلك العلاقة التاريخية، واحترام سيادة البلدين، بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق الاستقرار في المنطقة.