تحليلاتخاصرئيسية

سيناريوهات ما بعد بشار الأسد.. العراق في مواجهة التحديات!

بغداد/ عراق أوبزيرفر

مع انتهاء مرحلة بشار الأسد، يلوح في الأفق احتمال حدوث فراغ أمني كبير في سوريا، ما قد يفتح المجال أمام الفصائل المسلحة والجماعات الإرهابية مثل “داعش” لاستعادة نشاطها في المناطق الحدودية.
العراق، الذي يشارك سوريا بحدود تمتد لأكثر من 600 كيلومتر، سيكون في طليعة الدول المتأثرة بهذا الفراغ، خاصة وأن التجربة السابقة مع “داعش” تؤكد خطورة هذا السيناريو؛ إذ استغل التنظيم ضعف السلطة المركزية في سوريا لشن هجماته على العراق عام 2014.
وفي حال تكرار هذا السيناريو، سيكون العراق أمام تحدٍ كبير يتمثل في منع تسلل العناصر الإرهابية إلى أراضيه وتعزيز تحصيناته العسكرية على الحدود.

العراق بين التوازن والضغط
سقوط الأسد لن يكون مجرد حدث داخلي في سوريا، بل سيؤدي إلى إعادة تشكيل التحالفات الإقليمية، فالقوى الكبرى، مثل إيران، وتركيا وروسيا، ستتنافس لملء الفراغ السياسي، ما قد يزيد الضغط على العراق لاتخاذ موقف محدد.
والعراق، الذي يرتبط بعلاقات قوية مع إيران، قد يجد نفسه أمام معضلة معقدة في الحفاظ على سياسة الحياد الإيجابي، في الوقت ذاته، ستكون هناك دعوات داخلية لتجنب الانخراط في صراعات خارجية، وهو الموقف الذي أيده زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في بياناته السابقة.

عبء اللاجئين والخسائر
التداعيات الإنسانية لسقوط النظام السوري ستشمل موجة نزوح جديدة من اللاجئين السوريين إلى العراق، مما يضع عبئا إضافيا على البنية التحتية والخدمات العامة، علاوة على ذلك، قد تتأثر العلاقات التجارية والاقتصادية بين العراق وسوريا، حيث تمثل الأخيرة شريكا مهما في حركة النقل البري والتجارة الإقليمية، ما يعني أن إعادة ترتيب الأولويات الاقتصادية وتأمين المساعدات الإنسانية للاجئين ستكون من التحديات الملحة للعراق في حال وقوع هذا السيناريو.

سوريا ما بعد الأسد: فرصة أم تهديد؟
وبينما يمثل سقوط الأسد تهديدا أمنيا للعراق، إلا أنه قد يوفر فرصة لإعادة ترتيب العلاقات بين البلدين إذا تم تشكيل حكومة انتقالية تمثل جميع الأطراف، إذ يمكن للعراق لعب دور دبلوماسي في تعزيز الاستقرار في سوريا، بما يخدم مصالحه الأمنية والاقتصادية على المدى الطويل.
لكن هذه الفرصة ستعتمد على قدرة العراق على النأي بنفسه عن التدخلات الخارجية والتركيز على بناء سياسة مستقلة تخدم استقراره الداخلي، فضلًا عن تقديم نفسه كضامن بين القوى الكبرى، التي ستخوض مناقشات المستقبل السوري، وليس الجماعات المسلحة على الأرض.

الخلاصة
سيناريوهات ما بعد سقوط الأسد تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وفرصا محدودة للعراق، ما يستلزم التحرك المبكر، ووضع خطط واضحة للتعامل مع التداعيات السياسية والأمنية والاقتصادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });