العراقتحليلاتخاصرئيسية

شعلان الكريم لعراق أوبزيرفر: قمة بغداد إقرار بالدور المحوري للعراق

بغداد/ عراق أوبزيرفر

من المقرر أن تنطلق أعمال القمة العربية يوم غد السبت، في العاصمة بغداد، وسط أجواء سياسية إقليمية وتحديات متصاعدة تواجه دول المنطقة، وتُعقد القمة بمشاركة عدد من الزعماء والقادة العرب، فيما يُنتظر أن تناقش أجندة حافلة بالملفات الساخنة، في مقدمتها الأوضاع في غزة والسودان ولبنان واليمن، إضافة إلى ملفات اقتصادية وتنموية مشتركة.
وتطمح بغداد، من خلال هذه الاستضافة، إلى تأكيد حضورها السياسي كلاعب عربي فاعل، واستثمار موقعها الجغرافي والسياسي لإعادة التموضع في محيطها الإقليمي.
وهذه المرة الرابعة التي تُعقد فيها القمة العربية في بغداد، بعد نسخ سابقة جرت في أعوام 1978، 1990، و2012، لكن هذه الدورة تحديدًا تأتي في ظرف حساس، إذ تسعى بغداد لتكريس خطاب يعتمد على “التهدئة لا التصعيد”، و”الحوار لا المحاور”، في محاولة لرسم صورة جديدة عن العراق كدولة استقرار، لا ساحة نفوذ.
ويصف مراقبون هذه القمة بأنها اختبار دبلوماسي لقدرة العراق على مغادرة موقع المتلقّي إلى موقع المبادر، من خلال طرح حلول واقعية لأزمات عربية مزمنة، وتوفير منصة حوار مفتوحة حتى بين خصوم السياسة الإقليميين.
وطرحت بغداد، خلال الاجتماعات التحضيرية التي سبقت القمة، عدداً من المبادرات التي تركّز على التهدئة الإقليمية، وتفعيل التكامل الاقتصادي العربي، إلى جانب دعوات لإعادة هيكلة بعض آليات العمل المشترك داخل الجامعة العربية.
وتتساءل الأوساط السياسية العراقية عن قدرة بغداد على تحقيق تقدم فعلي في ملفات ضاغطة، مثل الأزمة السودانية المتفاقمة، والانقسام السياسي في لبنان، والحرب المستمرة في اليمن، إلى جانب التصعيد الدموي في غزة، خصوصاً في ظل شلل دبلوماسي عربي واسع، وتداخل الحسابات الدولية.
غير أن هناك من يرى أن العراق، بفضل موقعه الوسيط وعلاقاته المتوازنة مع مختلف أطراف النزاع، يمتلك فرصة واقعية لتحريك بعض هذه الملفات، ولو بشكل تدريجي، بما يعزز من صورته كوسيط موثوق.
تصفير الأزمات
بدوره، قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، شعلان الكريم، إن العراق “قادر على تحقيق تقدم ملموس في عدد من الملفات المطروحة خلال القمة، لا سيما أن الحكومة العراقية وضعت لنفسها منذ أكثر من عام استراتيجية واضحة للتهدئة وتصفير الأزمات”.
وأوضح الكريم في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “العراق لديه مقبولية من أغلب الأطراف، وقد تم العمل خلال الأشهر الماضية على تهيئة أجواء مشتركة مع دول محورية لبلورة رؤية موحدة تجاه بعض القضايا المعقّدة” مضيفاً أن “انعقاد القمة في بغداد هو بحد ذاته مؤشر على رغبة عربية في منح العراق دوراً أكبر في معالجة قضايا المنطقة”.
ويُنتظر من العراق أن يقدّم مقترحات جريئة لاختراق أزمات متراكمة مثل الحرب في السودان، التي باتت تهدد بتفكيك الدولة وتدويل الصراع، وسط غياب أي مبادرة عربية فاعلة.
كما تأمل أوساط سياسية ودبلوماسية أن تضع بغداد ثقلها لبلورة موقف عربي حاسم من الحرب في غزة، لا يكتفي بالإدانة، بل يسعى إلى فرض هدنة إنسانية مستدامة، وفتح ممرات للمساعدات، مع الضغط على المجتمع الدولي لتحمّل مسؤولياته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });