
عراق اوبزيرفر/ بغداد
أثارت العملية التي أطلقتها الولايات المتحدة ضد الحوثيين في اليمن قلقاً واسعاً في العراق من احتمالية تعرض مقرات عسكرية تابعة للفصائل المسلحة لضربات مماثلة، وسط تصاعد التوترات في المنطقة وانعكاساتها على الأمن الإقليمي، حيث يرى مراقبون أن التصعيد الأمريكي يحمل رسائل متعددة تتجاوز استهداف الحوثيين إلى إعادة رسم التوازنات العسكرية في الشرق الأوسط.
وشنت الولايات المتحدة ضربة مفاجئة ضد الحوثيين، استهدفت مواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومراكز قيادة تابعة لهم، متهمة الجماعة بأنها ذراع لإيران في اليمن، وتعمل على تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر عبر استهداف السفن التجارية والعسكرية، ما استدعى تدخلاً أمريكياً مباشراً بهدف “حماية الأمن البحري وردع التصعيد الإيراني”.
وقال مستشار الأمن القومي مايكل والتز في تصريح لشبكة “ABC News” إن الغارات الجوية السبت “استهدفت في الواقع العديد من قادة الحوثيين وقتلتهم”، بحسب “فرانس برس”.
وقال في تصريح آخر أدلى به لشبكة فوكس نيوز: “لقد ضربناهم بقوة ساحقة، وحذرنا إيران من أن الكيل قد طفح”.
تحولات جيوسياسية
بدوره، أكد الخبير الأمني ضياء الوكيل، أن “الضربة الجوية الأمريكية التي استهدفت اليمن هي إحدى تداعيات التحولات الجيوسياسية العميقة التي شهدتها المنطقة العربية خلال الأشهر الأخيرة، واصفًا إياها بأنها ارتداد لزلزال استراتيجي يسهم في إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط”.
وقال الوكيل في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “الولايات المتحدة، من خلال استعراض قوتها العسكرية، تحاول الاستثمار في نتائج هذه التغيرات لترسيخ توازنات جديدة، وفرض تحولات على أنماط الصراع وقواعد اللعبة في المنطقة”.
وأضاف أن “هذه الضربات الجوية تأتي ضمن محاولات واشنطن لرسم خطوط حمراء جديدة في الخارطة الجغرافية للشرق الأوسط، واستعادة نهج التدخل العسكري المباشر الذي طبع سياستها الخارجية لعقود”، مشيرًا إلى أن أن “هذه العمليات تفتقر إلى الشرعية الدولية، ما يجعلها “مغامرة دموية” قد تؤدي إلى تصعيد غير محسوب العواقب، كما أن الخطوة التالية في هذا التصعيد ستعتمد على نتائج هذه الضربة، وما ستؤول إليه التفاعلات الإقليمية والدولية في ظل التوترات المتزايدة”.
وكانت هذه الهجمات قد أثارت ردود فعل إيرانية غاضبة، حيث اعتبر وزير الخارجية الإيراني، ، أن الولايات المتحدة لا تملك الحق في التدخل في السياسة الخارجية الإيرانية.
وفي هذا السياق، وبعد أقل من 24 ساعة من ، أعلن قائد القوات البرية في الجيش الإيراني، العميد كيومرث حيدري، أن القوات الإيرانية على أتم الاستعداد للرد على أي تهديد، موجهًا رسالة إلى “أي عدو يُفكر في الاعتداء علينا” بأنه سيتراجع بمجرد إدراكه لقوة استعداد القوات المسلحة الإيرانية.