الذكرى السنوية
خاصعربي ودولي

طرق روما تجمع الخصوم.. العالم يترقب الجزء الثاني من المفاوضات الايرانية – الامريكية

عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر

تتجه الانظار نحو العاصمة الايطالية روما، قبيل عقد اللقاء المهم الذي سيجمع طرفان خلافاتهما مستمرة منذ أكثر من 30 عاما، وبعد نجاح الجزء الاول من فيلم المفاوضات، اتى اليوم الثاني ليضع النقاط على الحروف.

ويستعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وبشكل غير مباشر، التفاوض مع مبعوث ترامب ستيف وستكوف، برعاية عمانية في روما، حول جملة من الملفات على رأسها الاتفاق النووي.

وليست المرة الاولى التي تتفاوض فيها ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب مع طهران، ودائما كل “الفشل” حليف كل تقارب دبلوماسي لينتهي الامر بفرض عقوبات واستمرار ايران ببرنامجها النووي.

ورغم أنه لا أحد يستبعد احتمال إحراز تقدم بعد اجتماع عُقد بسلطنة عمان السبت الماضي ووصفه الجانبان بأنه إيجابي، فإن المفاوضين لا يرفعون سقف توقعاتهم بتحقيق إنجاز سريع في هذا الخلاف المستمر منذ عقود.

وأفاد مصدر مطلع على اجتماع عقد بالبيت الأبيض الثلاثاء الماضي بأن النقاش حول بنود اتفاق نووي إطاري محتمل لا يزال في مراحله المبكرة للغاية بين مساعدي ترامب. وقال مصدران مطلعان على تفكير البيت الأبيض إن الجانبين قد يتوصلان إلى اتفاق مؤقت قبل التوصل إلى اتفاق أكثر تفصيلا.

وتتكرر تهديدات ترامب المتكررة بقصف المواقع النووية الإيرانية ما لم يتم التوصل إلى اتفاق التوتر الإقليمي الذي يكتنف الجهد الدبلوماسي.

وقال الرئيس الأميركي، اول أمس الخميس إنه ليس في عجلة من أمره لضرب إيران، وشدد على أن المفاوضات هي خياره الأول.

وذكر خلال اجتماع بالبيت الأبيض مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني “إذا كان هناك خيار ثان، فأعتقد أنه سيكون سيئا للغاية بالنسبة لإيران. أعتقد أن إيران ترغب في الحوار. آمل أن يكونوا كذلك. سيكون الأمر جيدا للغاية لهم إذا فعلوا ذلك”.

اما الجانب الأخر، تشدد وزارة الخارجية الإيرانية على أهمية وجود “ضمانات جدية” للوفاء بالالتزامات المتفق عليها، حيث أشار المتحدث باسم الوزارة، إسماعيل بقائي، إلى أن تجارب سابقة اتسمت بغياب التنفيذ رغم الوعود، ما يثير تساؤلات حول مدى جدية الطرف الآخر واستعداداته لإنجاح المفاوضات.

تقول إيران إن الحديث عن الضمانات لا يأتي من فراغ، بل ينطلق من واقع سياسي وتجارب تفاوضية سابقة لم تُترجم فيها التفاهمات إلى خطوات عملية على الأرض.

وأدى غياب هذه الضمانات، وفق طهران، إلى تقويض الثقة وتكرار خيبات الأمل، لا سيما بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018، وما تبعه من تصعيد متبادل أفقد العملية التفاوضية زخمها.

واليوم، تسعى إيران إلى ألا تكون المباحثات الجديدة مجرد جولة أخرى من الوعود المؤجلة، وإنما فرصة لإرساء أرضية صلبة تضمن تنفيذ أي اتفاق محتمل.

وبهذا الإطار، تبرز “الضمانات” كمطلب أساسي وليس تفصيلا تفاوضيا، وتعتبرها طهران حجر الزاوية في أي تقدم حقيقي، وشرطا لا غنى عنه لإعادة بناء الثقة، وتقول إن المسألة لم تعد مجرد اتفاقات على الورق، بل ترتبط بآليات ملموسة للتحقق والتنفيذ، بما يحدّ من خطر التراجع أو الإخلال بالالتزامات تحت أي ظرف سياسي مستقبلي.

وبالتالي، فإن مصير المفاوضات قد يتوقف بدرجة كبيرة على الجواب عن سؤال: هل واشنطن مستعدة لتقديم مثل هذه الضمانات؟ وبأي صيغة؟ لتبديد مخاوف إيرانية متجذرة وتعزيز فرص الوصول لتفاهم مستدام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });