بغداد/ عراق أوبزيرفر
مع دخول الولايات المتحدة رسميًا على خط المواجهة عبر قصفها لمنشآت نووية داخل إيران، بات المشهد الإقليمي أكثر توترًا، وسط تنامي المخاوف من تحوّل العراق إلى ساحة صراع غير مباشر بين القوى الكبرى.
وبينما تحاول الحكومة العراقية التمسك بموقف متوازن والابتعاد عن محاور التصعيد، فإن احتمالية تحرك بعض الفصائل المسلحة العراقية لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، وارد جدا وهو ما قد يُفسَّر كدخول فعلي للعراق في قلب المواجهة الدائرة.
وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الهجوم استهدف ثلاثة مواقع نووية في إيران، هي فوردو ونطنز وأصفهان، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء، ورفعت مستوى المخاطرة إلى حد غير مسبوق.
من جانبه، أكد الحرس الثوري الإيراني أن انتشار القواعد الأمريكية في المنطقة لا يمثل نقطة قوة، بل يزيد من احتمال تعرضها للخطر.
وقال الحرس الثوري في بيان إن “النظام الأمريكي المجرم ارتكب بتنسيق كامل مع النظام الصهيوني جريمة صارخة وغير مسبوقة، وشن هجومًا عسكريًا غير قانوني على المنشآت النووية السلمية الإيرانية”.
وأضاف أن “هذا الهجوم ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة منع الانتشار النووي، ويخالف المبادئ الأساسية لاحترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول”.
وشدد البيان على أن “الولايات المتحدة وضعت نفسها في الخط الأمامي للعدوان على إيران من خلال استهداف منشآتها النووية السلمية”، مؤكدًا أن “التكنولوجيا النووية الإيرانية السلمية لا يمكن تدميرها بأي هجوم”.
ورغم تأكيدات الحكومة العراقية على رفض استخدام أراضيها لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية، إلا أن الواقع الأمني يشي بمعطيات اخرى.
بدوره أكد النائب في البرلمان العراقي جمال كوجر أن “العراق لا يزال خارج دائرة الخطر رغم التصعيد القائم بين الولايات المتحدة وإيران وتبادل القصف الصاروخي مع إسرائيل”.
وقال كوجر لـ”عراق أوبزيرفر”: “نحن اليوم أمام مرحلة حرجة تتطلب حسًا وطنيًا عاليًا، وقرارات مسؤولة بعيدًا عن العواطف ، على الجميع أن يدرك أن أي تصرف غير محسوب قد يعيد العراق إلى المربع الأول ويعرضه لعواقب وخيمة”.
وشدد على أهمية أن “تواصل الحكومة فرض سيادتها وضبط إيقاع الداخل العراقي “مؤكّدًا أن “الكل أمام مسؤولية تاريخية تقتضي تقديم مصلحة الدولة فوق كل اعتبار”.
ويحظى الموقف الإيراني ضد “اسرائيل” بتعاطف شعبي واضح، حيث تقف معظم الأحزاب والشخصيات السياسية والفعاليات المجتمعية ووسائل الإعلام العراقية إلى جانب الموقف الإيراني، وتندد بالهجمات “الاسرائيلية”.
