العراقامنتحليلاتخاصرئيسية

عاجل| تصعيد في بغداد.. الفصائل تدعو إلى “الجهوزية” والحكومة تتبنى موقف النأي بالنفس

بغداد/ عراق أوبزيرفر
أثارت الضربة العسكرية الإسرائيلية المفاجئة على إيران حالة من الذهول على مستوى العالم، بعدما استهدفت عشرات المواقع الحساسة ومئات الأهداف داخل العمق الإيراني، ما أسفر عن سقوط عدد من المسؤولين والعسكريين على مستوى رفيع.
الضربة التي وُصفت بأنها الأوسع منذ سنوات، طرحت تساؤلات كبرى بشأن الاختراق الأمني الذي مهد لها، ومدى جاهزية طهران للرد، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتحذيرات من انزلاق المنطقة إلى مواجهة شاملة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الضربة الجوية التي شنتها إسرائيل على منشآت في إيران كلّفت الحكومة ما يقرب من 1.5 مليار دولار، في وقت تعاني فيه البلاد من ضغوط مالية متزايدة وأزمة في ميزانية الدفاع.
ويرى مراقبون أن الضربة الإسرائيلية كانت مباغتة إلى حد كبير، ما جعل إيران غير قادرة على الرد الفوري أو التفاعل العسكري مع حجم الهجوم بالشكل المتوقع، في ظل غياب التحضيرات التعبوية والاستخبارية لمواجهة هكذا تصعيد.
ويشير هؤلاء إلى أن طبيعة الأهداف ونطاقها الواسع أربك منظومات الدفاع الإيرانية، وكشف عن ثغرات أمنية وعسكرية قد تستغل مجدداً في حال تكرار الضربات.

خفايا الضربة

بدوره رجّح الخبير الأمني سرمد البياتي أن “تكون الضربات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع داخل إيران قد ألحقت أضراراً بالغة بمخازن ومواقع تصنيع الصواريخ الباليستية والاستراتيجية، “مشيراً إلى أن “طهران لم تكن مستعدة تعبويا لصدّ مثل هذا الهجوم”.
وقال البياتي لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “الضربات الإسرائيلية، التي تستهدف مواقع في تبريز ومهرآباد وكرمنشاه، ربما جاءت بعد خرق استخباري داخلي مكّن تل أبيب من كشف مواقع صواريخ من طراز (قيام) و(شاهد) و(سومار) وغيرها”.


وأضاف أن ” مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، الذي أشار إلى عدم تعاون إيران، شكّل “ضوءًا أخضر لضربها عسكريًا”، مؤكداً أن طهران إن لم ترد خلال ساعات، فسيكون من الصعب لاحقاً استعادة هيبتها الردعية”.
وأشار إلى أن “الكتمان الإيراني المعتاد لا يُخفي حقيقة الأضرار، متوقعاً أن تكون تل أبيب قد أضعفت القدرة الصاروخية الإيرانية بشكل كبير”.
ويحذر مختصون من احتمال دخول العراق على خط الحرب عبر تحركات الفصائل المسلحة، معتبرين أن أي تصعيد قد يزج بالبلاد في صراع إقليمي لا طائل له.
ويشدد هؤلاء على أن الحكومة العراقية مطالَبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بضبط الإيقاع الأمني والسياسي، ومنع استخدام الأراضي العراقية كمنصة لاستهداف المصالح الأجنبية، تفادياً لانزلاق العراق إلى أتون مواجهة لا تخدم استقراره الداخلي ولا مصالحه الوطنية.

حياد أم دخول في المواجهة؟

من جانبه حذّر المحلل السياسي الدكتور غازي فيصل من أن “إعلان الحكومة العراقية التزامها الحياد تجاه أي تصعيد عسكري محتمل في المنطقة، لا ينسجم مع تحركات بعض الفصائل المسلحة التي قد تجرّ العراق إلى مواجهة غير محسوبة، في حال استُخدمت الأراضي العراقية كنقطة انطلاق لهجمات ضد المصالح الأميركية أو الخليجية”.
وقال فيصل لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “إعلان رئيس الوزراء حياد العراق موقف إيجابي من الناحية الدبلوماسية، لكنه يتقاطع مع الواقع، إذ تقود بعض الفصائل تحركات ذات طابع هجومي، ما يهدد بتحويل البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة”.


وأشار فيصل إلى أن “أي هجمات تنفذها هذه الفصائل بطائرات مسيرة أو صواريخ على مواقع أميركية في العراق أو الخليج قد تؤدي إلى ردود عسكرية مباشرة، ما سيعرض العراق لضربات ويضعه عملياً في خانة الدول المشاركة بالحرب، رغم إعلان الحياد الحكومي”.
وهددت الفصائل المسلحة في العراق إسرائيل والولايات المتحدة، على خلفية الضربة الجوية التي استهدفت إيران، وسط تصاعد في لهجة الخطاب وتحركات ميدانية في العاصمة بغداد.
ودعا الأمين العام لكتائب “سيد الشهداء” أبو آلاء الولائي إلى “إرسال مئات الاستشهاديين” لمهاجمة المصالح الأميركية، في تغريدة أثارت ردود فعل داخلية حذّرت من تداعياتها.
وفي السياق ذاته، طالبت حركة عصائب أهل الحق “المقاومين الشرفاء” بالاستعداد والجهوزية، داعية رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى عدم الرضوخ للضغوط الأميركية.
من جهتها، دعت حركة النجباء وكتائب حزب الله الحكومة العراقية إلى إخراج القوات الأميركية فوراً، منتقدتين فتح المجال الجوي أمام الطيران الإسرائيلي ومقدمتين التعازي لإيران بمقتل قادة أمنيين.

رد إيراني “عنيف”
بدورها أعلنت طهران عن شن هجوم صاروخي جماعي اعتُبر الأكبر من نوعه منذ عقود، أطلق عليه اسم “وعد صادق 3″، تم خلاله إطلاق أكثر من 150 صاروخًا باليستيًا وأكثر من 100 طائرة مُسيّرة تجاه أهداف إسرائيلية مساء الجمعة.
وفي إسرائيل، تم اعتراض غالبية الصواريخ باستخدام أنظمة دفاع مثل “القبة الحديدية” وTHAAD، ولكن عدداً محدوداً منها تجاوز الدرع وأسفر عن سقوط حطام تسبب في أضرار مادية وإصابات، أُبلغ عن إصابة ما يقارب 22 شخصاً بجروح متفاوتة الخطورة بينهم إصابات خطيرة، كما دمرت أو تضررت بعض المنازل في تل أبيب كذلك، تم الإبلاغ عن أشخاص محاصرين تحت أنقاض بسبب تداعيات الانفجارات.
ولوّحت طهران بعد الضربة الأخيرة بأن الجولة المقبلة ستكون أوسع وأشد، إذ نقلت وسائل إعلام إيرانية عن قيادات عسكرية قولها إن إيران «جاهزة لإطلاق ألفي صاروخ باليستي دفعة واحدة» مؤكدة أن أي تحرك عسكري جديد سيُقابل بـ«رد لا يترك مكانًا آمناً في الأراضي المحتلة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });