خاصعربي ودولي

عاجل| مَنْ هو عبد الغني الككلي “غنيوة”… الذي فجر مقتله الاستقرار الهش في ليبيا

طرابلس/ متابعة عراق أوبزيرفر
في تطور مفاجئ ومثير للجدل، أعلنت مصادر أمنية ليبية الاثنين عن وفاة عبد الغني الككلي، المعروف بلقب “غنيوة”، قائد جهاز دعم الاستقرار في ليبيا، خلال اشتباكات عنيفة شهدها محيط مقر اللواء 444 قتال في العاصمة طرابلس. وتشير المصادر إلى أن وفاته قد تعيد رسم معادلات النفوذ الأمني في العاصمة المضطربة.

من هو عبد الغني الككلي؟

عبد الغني الككلي، المولود في مدينة بنغازي، برز اسمه بعد ثورة 17 فبراير 2011 كأحد قادة المجموعات المسلحة التي لعبت دوراً في الإطاحة بنظام القذافي. لكنه سرعان ما انتقل إلى المشهد الأمني في طرابلس، حيث أنشأ تشكيلًا مسلحًا في حي أبوسليم، عُرف لاحقًا باسمه “كتيبة غنيوة”، قبل أن يتم دمجه رسميًا في الدولة عبر جهاز جديد هو “جهاز دعم الاستقرار” الذي تأسس في يناير 2021 بقرار من المجلس الرئاسي.

الصعود السريع والنفوذ الواسع

لم يكن “غنيوة” مجرد قائد ميداني، بل نجح خلال سنوات في ترسيخ نفوذه في عمق مؤسسات الدولة، سواء في وزارتي الداخلية والدفاع أو في مفاصل مالية وإدارية داخل طرابلس. كما أن جهاز دعم الاستقرار الذي تولى قيادته بات قوة ضاربة موازية للأجهزة الرسمية، يتحرك أحياناً فوق القانون، ويتمتع بإمكانيات كبيرة ودعم مباشر من جهات حكومية.

وقد وسّع الككلي من تأثيره ليشمل قطاعات الأعمال والرياضة، من خلال علاقات مع شركات حكومية ورعاية نادي الأهلي أبوسليم، ما منحه غطاءً اجتماعيًا إضافيًا.

اتهامات وملفات حقوقية

لم تخلُ مسيرة الككلي من الجدل. فقد وُجهت له ولجهازه اتهامات متكررة من منظمات حقوقية دولية، من أبرزها منظمة العفو الدولية، التي اتهمته بالضلوع في انتهاكات لحقوق الإنسان شملت التعذيب والاحتجاز القسري والقتل خارج القانون.

كما ورد اسمه في عدة تقارير للأمم المتحدة تناولت ظواهر الفساد واستغلال النفوذ، مما جعله شخصية جدلية على المستويين المحلي والدولي.

وفاته… غموض ومخاوف

جاءت وفاة عبد الغني الككلي في توقيت حساس تشهده العاصمة الليبية، وسط صراع على النفوذ بين الجماعات المسلحة وشبكات السلطة. ورغم تضارب الروايات حول تفاصيل مقتله، إلا أن المؤكد هو أن غيابه سيترك فراغاً في جهاز دعم الاستقرار، وقد يفتح الباب أمام موجة جديدة من التصعيد المسلح.

وعقب إعلان وفاته، شهدت طرابلس توترًا أمنيًا واسعًا، مع فرض حظر تجوال غير رسمي، وتوقف لحركة الطيران في مطار معيتيقة الدولي، في وقت تستعد فيه العاصمة لاحتمال اندلاع مواجهات بين الكتائب المتنافسة.

ما بعد الككلي…

تطرح وفاة “غنيوة” تساؤلات خطيرة حول مستقبل الأجهزة الأمنية في طرابلس، وطبيعة التوازنات التي قد تطرأ في ظل غياب أحد أبرز صانعي النفوذ المسلح منذ أكثر من عقد. كما يضع هذا الحدث المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة لمراجعة مقاربته للأمن في ليبيا، التي ما زالت تعاني من سطوة السلاح خارج إطار الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });