ديالى/ عراق أوبزيرفر
تتوسع تأثيرات الجفاف في العراق بسرعة وتؤثر على كل جزء من جوانب حياة البلاد، حيث تحولت الأنهار إلى مجاري مائية جافة، وجففت الكثير من روافدها، مما أدى إلى تدني منسوب المياه في البحيرات وتحول العديد منها إلى صحاري لا حياة فيها. هذا السيناريو القاتم ألقى بظلاله الكئيبة على واقع المزارعين في تلك المناطق، حيث أصبحوا يواجهون تحديات جسيمة للحفاظ على محاصيلهم ومصادر رزقهم.
وبينما يستمر الجفاف في تفاقمه، فإن بحيرة حمرين في محافظة ديالى تمثل واحدة من آخر الضحايا، حيث شهدت هذه البحيرة انخفاضا حادا في منسوب المياه في بعض مناطقها، حيث تشر التقديرات إلى خسارة تقدر بنحو 80% من مخزونها المائي. وبحيرة حمرين هي أكبر خزين مائي في محافظة ديالى، حيث تحتضن ما يزيد عن مليارين و400 مليون متر مكعب من المياه، وتوفر المياه الخام اللازمة لخمسة أنهار رئيسية تمر بالمحافظة.
وتُظهر بيانات الأمم المتحدة أن مناطق الأهوار تعتبر الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي، وهذا يأتي في ظل موسم هطول الأمطار في العراق خلال العامين 2020 – 2021 الذي تميز بكونه ثاني أكثر موسم جاف في البلاد على مدى الأربعين عامًا الماضية.
وتصاعدت حدة التحذيرات في العراق، من جفاف البحيرات والمسطحات المائية، وسط انخفاض تدفقات الماء الآتية من دول الجوار، وذلك بعد تحول عدة مسطحات مائية إلى صحار قاحلة.
الأقسى منذ عقود
ويرى مختصون، أن الجفاف هذه المرة هو الأقسى والأكثر، وسيكون له تداعيات خطيرة، وهذا يعود إلى أن شتاء العام الحالي لم يكن مطرياً، بالإضافة إلى أن أغلب الأراضي الزراعية المحيطة بالبحيرات، تعتمد على المياه الجوفية، ما يؤدي إلى سحب المياه، وبالتالي جفاف البحيرات.
ولدى العراق نحو 22 بحيرة، مختلفة الأحجام، لكن أبرزها، هي: ساوة، والرزازة في محافظة كربلاء، والحبانية بمحافظة الأنبار، وحمرين في محافظة ديالى، ودربندخان في محافظة السليمانية، حيث تتغذى على أنهار البلاد.
وتقدر الأمم المتحدة أن متوسط درجات الحرارة السنوية سيرتفع بمقدار 2 درجة مئوية بحلول عام 2050 مع المزيد من أيام درجات الحرارة القصوى التي تزيد عن 50 درجة مئوية، في حين سينخفض هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 17% خلال موسم الأمطار.
كما تشير التقديرات إلى أن عدد العواصف الرملية والترابية سيزيد بأكثر من الضعف من 120 في السنة إلى 300، فيما سيدفع ارتفاع مياه البحر إسفينا من الملح إلى داخل العراق، وفي أقل من 30 عامًا، يمكن أن تكون أجزاء من جنوب العراق تحت الماء.