
بغداد/ عراق أوبزيرفر
مع تصاعد التوترات في المنطقة، وتزايد الحديث عن إمكانية فرض عقوبات اقتصادية على العراق، تواجه بغداد تحديًا يتطلب وفق معنيين استجابة مدروسة ومتوازنة، فالعقوبات لم تعد مجرد أداة ضغط مؤقتة، بل قد تتحول إلى عامل مؤثر يعيد رسم ملامح السياسة التشريعية والاقتصادية للعراق.
ويرى مراقبون أن العقوبات الأمريكية أصبحت وشيكة في ظل التطورات التي تشهدها المنطقة، خاصة مع دخول العراق بشكل مباشر في هذه التطورات.
ومع نشاط الفصائل المسلحة التي تعلن العداء للولايات المتحدة ومشاريعها في المنطقة، فإن ذلك يزيد من احتمالية تصعيد الإجراءات الأمريكية ضد بعض الجهات الفاعلة في العراق.
تداعيات محتملة
بدوره رأى الباحث القانوني، بلال الزبيدي أن “هناك تداعيات محتملة لأي عقوبات اقتصادية قد تفرضها الولايات المتحدة على العراق”، مؤكدًا أن “البلاد بحاجة إلى إصلاحات تشريعية واقتصادية جذرية لحماية مستقبلها القانوني والاقتصادي”.
وقال الزبيدي لـ”عراق أوبزيرفر” إن “العقوبات لم تعد مجرد أداة ضغط مؤقتة، بل أصبحت عاملًا رئيسيًا قد يعيد تشكيل السياسة التشريعية والتنفيذية للعراق”، مشيراً إلى أن “مواجهة هذا التحدي تتطلب استجابة واعية ومتوازنة تحفظ المصالح الوطنية دون الإخلال بالالتزامات الدولية”.
وأضاف أن “العراق يجب أن يستغل هذه الضغوط كفرصة لإعادة بناء منظومته القانونية والاقتصادية بشكل أكثر مرونة واستقلالية، مما يعزز من قدرته على التأقلم مع التغيرات العالمية”، لافتًا إلى أن “الحل يكمن في تبني نهج إصلاحي شامل يستند إلى استثمار الموارد الاستراتيجية بطريقة مستدامة، مع ضرورة سن قوانين مرنة تواكب متطلبات العصر وتحمي الاقتصاد الوطني من الصدمات الخارجية”.
وكانت سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واضحة تجاه العراق رغم أنه لم يُشر إليه في الأسابيع الأولى من رئاسته، لكنه – وفق مراقبين – لا يميز بين إيران والعراق في طريقة التعاطي مع الملفات المرتبطة بطهران.
إدارة ترامب
ويرى الباحث السياسي والأكاديمي، احسان الشمري، أن “إدارة ترامب لا تزال تضع حكومة السوداني والطبقة السياسية برمتها في محطات اختبار، تتعلق بإنهاء النفوذ الإيراني في العراق، والتعامل مع التسهيلات لتخفيف العقوبات على إيران، فضلًا عن قضايا تفكيك السلاح والفصائل المسلحة، وهذه الملفات ستؤخذ بعين الاعتبار في وضع الخطة الجديدة، التي قد تتضح خلال الأسابيع أو الأشهر القادمة”.
وأضاف الشمري، في تصريح صحفي، أن “استئناف الحرب في غزة والقرار بإنهاء الحوثيين في اليمن قد يسرع من حضور العراق على الطاولة، خصوصًا مع وجود تقارير تشير إلى دعم الفصائل العراقية للحوثيين بالمال أو السلاح أو حتى بالمقاتلين، وهو ما قد يضاعف من استياء ترامب تجاه العراق، خاصة في ظل غياب خطة واضحة للقبول باشتراطاته أو فك ارتباط العراق بإيران”.
وأكد الشمري أن “في حال قررت الفصائل المسلحة العودة إلى مبدأ وحدة الساحات، فسيكون الخيار العسكري حاضرًا، خصوصًا أن إسرائيل حتى الآن تؤجل ضرباتها تجاه الفصائل، والولايات المتحدة تعمل بنسق واحد مع إسرائيل لإنهاء الأذرع الإيرانية في المنطقة، ومنها العراق”.