بغداد/ عراق اوبزيرفر
رغم الحديث المتكرر عن إجلاء القوات الأجنبية، إلا أن الواقع لم يشهد أي خطوات فعلية في هذا الاتجاه، حيث لم تصدر اللجان المشتركة بين العراق والتحالف الدولي أي توضيح بشأن الخطوات العملية المتخذة وهذا الغموض يثير تساؤلات عديدة حول جدية وإمكانية تحقيق الانسحاب الكامل للقوات الأجنبية في المستقبل القريب.
وفي هذا الشأن أكد عضو لجنة الامن والدفاع النيابية حسين هاشم العامري أن “لجنته أجرت سلسلة استضافات منها مع وزير الدفاع ثابت العباسي ورئيس أركان الجيش العراقي الفريق أول الركن عبدالأمير يار الله وتم الاطلاع على نتائج الزيارة الاخيرة للعاصمة الامريكية واشنطن بخصوص جدولة انسحاب القوات التحالف من العراق”.
وقال العامري لـ عراق اوبزيرفر إنه “الى الان لا توجد وثيقة رسمية تثبت الكلام الذي أدلى به وزير الدفاع وايضا رئيس اركان الجيش “، مطالبا “القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع ان يكون هناك تنفيذ من قبل لجنة الامن والدفاع داخل هذه اللجنة لغرض معرفة مجريات الاتفاق وجدولة إخراج القوات القتالية من الاراضي العراقية”.
وأضاف أن “العراق بإستطاعه مسك الارض نتيجة للخبرة التي خلال معارك التحرير من سيطرة التنظيمات الارهابية المتمثلة بداعش حيث كان هذا التنظيم مدعوم دوليا من دول لها عداء مباشر مع العراق بالتالي انتصرت القوات الجيش والحشد والشرطة الاتحادية وبقية القوات الامنية خلال هذه المعارك “.
وتابع أن “العراق لديه قوات على الارض لديها إمكانية للدفاع عنه لكن ومن خلال الاتفاق مع بقية اعضاء لجنة الامن والدفاع بان يكون هناك تسليم للاجواء العراقية من قبل قوات التحالف “، لافتا الى انه في المستقبل القريب سيصل العراق الى نتيجة لتكون هناك سيادة كاملة على اراضي “.
في حين يرى خبراء استراتيجيون أن العراق غير جاهز عسكرياً للتخلي عن القوات الأمريكية من أراضيه ، مشيرين إلى أن الجيش العراقي بجميع صنوفه غير قادر على مسك الأراضي العراقية بالجهد البشري فقط، بل يجب أن يمتلك جهداً تقنياً، فالعراق يعيش حالياً حالة حرب سرية في الشريط الحدودي وأماكن أخرى كثيرة، ولا يمكن السيطرة على تلك المناطق جغرافياً بالجهد البشري فقط، مما يستلزم وجود جهد تقني عالي المستوى.
هذا ويستهدف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، أهدافاً عسكرية عراقية تابعة للحشد الشعبي بحجة مهاجمة قواعده في العراق دون العودة للحكومة العراقية وهو الأمر الذي يجعل موقفها ضعيفاً في عملية فرض السيادة الوطنية.
ويُعتبر موضوع إنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق وإخراج القوات الأجنبية من البلاد من الملفات الشائكة والحساسة، نظراً لارتباطه بتوازنات دولية وإقليمية، وعدم اقتصاره على القرار العراقي فقط.