تحليلاتخاص

قراراته مفاجئة.. هل يلغي ترامب اتفاق انسحاب القوات الأمريكية من العراق؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر

حمل فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الكثير من الملفات إلى الداخل العراقي، وأثار جدلا واسعاً، كما حرك الكثير من الملفات، ويأتي اتفاق الانسحاب من العراق على أبرز الملفات المرتبطة بولاية ترامب الجديدة.

وفي ولايته الأولى 2017 – 2021 عارض ترامب مسألة الانسحاب من العراق، بهدف “التمكن من مراقبة إيران” المجاورة، بحسب قوله.

وقال ترامب آنذاك: إن “القادة العراقيين لا يطلبون انسحاب القوات الأمريكية في المحادثات الخاصة” مشيراً إلى أن “الولايات المتحدة، أنشأت واحدة من أكبر السفارات في العالم، وأنها أنفقت مليارات الدولارات عليها، وعلى العراق دفع كل تلك التكاليف”.

وخلال السنوات الماضية، وعبر مفاوضات شاقة، أجرتها اللجان العراقية، مع قوات التحالف الدولي، بشأن تنظيم ملف الانسحاب، ليتوصل الجانبان أخيراً إلى اتفاق قضى بحسب القوات في نهاية العام المقبل، وهو ما اعتبرته أوساط عراقية موضع ترحيب.

غير أن مجيء ترامب الذي يوصف بأن قراراته مشحونة، ولا تتسق أحيانا مع الرؤية الخاصة بالحزبين (الجمهوري والديمقراطي)، قد يقلب الموازين، عبر نفض الاتفاق، خاصة وأن له تجربة سابقة في الخروج من الاتفاق النووي الذي أبرم بين بلاده وطهران، وإن كان ذلك في سياق مختلف.

أربك المشهد
وتوقع الخبير في الشؤون الأمنية، فاضل أبو رغيف، أن يربك ترامب المشهد، كما حصل في دورته الأولى، وربما يتخذ قراراً جديداً بشأن اتفاق الانسحاب من العراق.

ويعلل أبو رغيف ذلك في حديث صحفي، إلى أن “شخصية ترامب مشحونة، وتأخذ قرارات بشكل سريع، وحادة في الكثير من القضايا على مستوى العالم، كما أن خلفيته التجارية انعكست على سلوكه السياسي كثيراً”.

ولدى الولايات المتحدة نحو 2500 جندي في العراق إضافة إلى 900 في سوريا المجاورة، وذلك في إطار التحالف الذي تشكل في 2014 لمحاربة تنظيم داعش بعد اجتياحه مساحات شاسعة في البلدين.

ويرى العميد المتقاعد كمال الطائي، أن “نظرة ترامب إلى العراق، وخلال فترة ولايته الأولى، كانت من بوّابة إيران، وليست نظرة مستقلة، ولذلك فإن مسألة الغاء اتفاق الانسحاب ستكون مطروحة، لكن لا يمكن الجزم بأنه سيتخذها”.

وأوضح الطائي لـ”عراق أوبزيرفر” أن “ترامب يميل إلى مسألة سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت يسعى لانتزاع أكبر قدر ممكن من المكاسب من الدول التي تتواجد فيها قواته، لذلك الأمر يعتمد على صانع القرار العراقي، الذي يجب أن ينفتح بشكل جيد، ويمهد لعلاقات ثنائية قائمة على التعاون لا التنافر”.

وفي ظل التوترات الإقليمية وما تشهده المنطقة من احداث متسارعة، ونزعة ترامب نحو الخشونة في التعامل مع الكثير من القضايا المصيرية في المنطقة، فإن الذهاب نحو مراجعة اتفاق الانسحاب أو تأجيله أو إلغائه بشكل كامل، قد يمهد لمرحلة جديدة وخطرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى