
بغداد/ عراق أوبزيرفر
بينما تنشغل بغداد بالتحضيرات لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين، وتُعلّق آمالها على دور عربي متجدد، برزت قمة الرياض وهي تستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة وصفت بأنها الأهم في الشرق الأوسط منذ سنوات.
ولم يكن ترامب وحده في هذه القمة، بل حضر معه رؤساء كبريات الشركات العالمية، وعلى رأسهم رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، في إشارة واضحة إلى أن اللقاء يتجاوز السياسة نحو إعادة رسم خريطة الاستثمارات والتحالفات الاقتصادية في المنطقة.
ووصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء إلى السعودية في إطار أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، وفي مستهل جولة تستمر 4 أيام وتشمل قطر والإمارات يأمل خلالها في إبرام اتفاقيات كبرى، في ظل الصعوبات التي تواجه تحقيق تسويات للنزاعات الإقليمية.
واستقبل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الرئيس الأميركي في مطار الملك خالد بالرياض، وأثناء نزول ترامب عزفت الأبواق وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيبا بقدومه.
وحضر الى السعودية خلال الزيارة رؤساء الدول الخليجية والرئيس السوري احمد الشرع في اول لقاء خطف أنظار العالم حيث أعلن ترامب رفع العقوبات عن سوريا خلال الزيارة بطلب من السعودية.
أبعاد سياسية
ويرى مراقبون أن غياب العراق عن قمة الرياض لا يخلو من أبعاد سياسية واستراتيجية، تعكس استمرار التردد الإقليمي حول دوره الحقيقي واستقلالية قراره السياسي، في ظل ما يراه البعض تأثيرات دول أخرى على قرارات بغداد، وتراجع الثقة بقدرتها على التحرك بحرية داخل الفضاء العربي–الأمريكي.
بدوره أكد المحلل السياسي علي الحبيب، أن “غياب العراق عن اللقاءات الخليجية، يأتي بسبب تعقيدات حقيقية في موقع العراق داخل الخارطة الإقليمية، خاصة مع استمرار نفوذ قوى خارجية على قراره السياسي”.
وقال الحبيب لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “استبعاد العراق من اجتماعات الرياض، رغم التحركات الأمريكية – الخليجية المتسارعة، يأتي في وقت تستعد فيه بغداد لاستضافة القمة العربية الـ34، في خطوة يُراد منها إعادة تأكيد دور العراق العربي والإقليمي، حيث أن هذه الاستضافة لا تعني بالضرورة استعادة كاملة للثقة العربية”، لافتاً إلى أن “العلاقة المعقدة بين بغداد وواشنطن، إلى جانب ضغط الفصائل المسلحة الموالية لإيران، تقف حائلًا أمام أي تقارب استراتيجي مع أمريكا ودول الخليج، وهو ما يُفسر عدم توجيه دعوة للعراق لحضور الاجتماعات التي تُعقد على هامش زيارة ترامب”.
وتابع الحبيب أن “قمة بغداد تشكّل فرصة مهمة للعراق لإثبات نفسه كمركز للحوار العربي، لكنها مرهونة بقدرته على تجاوز الانقسامات الداخلية، وتعزيز استقلالية القرار السياسي عن التأثيرات الإقليمية المتضاربة”.
ورغم استعدادات العراق لاستضافة القمة العربية، شعر الكثير من العراقيين أن الحدث الحقيقي ربما حصل فعلاً، خاصة وأن تفاهمات كبرى أبرمت، ووقعت اتفاقات اقتصادية ضخمة.