
بغداد / عراق أوبزيرفر
في ظل انتشار الحمى القلاعية بين مواشي العراق، تزايدت المخاوف بشأن تأثيراتها على الثروة الحيوانية والاقتصاد، وسط اتهامات بوجود شحنات مستوردة مصابة تسببت في تفشي المرض.
وأعلنت وزارة الزراعة مؤخرًا، إن “إصابات حدثت بمرض الحمى القلاعية لحيوان الجاموس في مناطق الفضيلية وجرف النداف وحي الوحدة والنهروان في محافظة بغداد”، مبيناً أن “كوادر دائرة البيطرة في الوزارة والدوائر الساندة لها قامت ومنذ اللحظات الأولى لانتشار المرض باستنفار كوادرها في المستشفيات والمستوصفات البيطرية”.
وأضاف، أن “شدة الإصابة تركزت في حيوانات الجاموس الصغيرة ونسب الوفيات بحدود الخمس بالمئة وهي ضمن الحدود الطبيعية”، لافتاً إلى أن “هناك جهود كبيرة بذلتها الفرق الصحية البيطرية أدت الى انخفاض نسب الاصابات خلال اليومين الماضيين”.
تحديات البيئة تتصاعد
بدوره، أكد الاستشاري الزراعي كريم بلال أن “العراق يواجه تحديات بيئية خطيرة تنعكس بشكل مباشر على الصحة العامة والاقتصاد، نتيجة التغيرات المناخية والجفاف المستمر، إضافة إلى شحّ المياه في نهري دجلة والفرات وما رافق ذلك من تجاوزات دول الجوار على الحصص المائية”.
وأضاف بلال، في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “جفاف الأهوار أدى إلى هلاك عشرات الآلاف من رؤوس الجاموس، مما أثر على إنتاج اللحوم والألبان، فضلاً عن الانخفاض الحاد في الإنتاج السمكي، حيث تراجع من 100 طن يومياً إلى 8 أطنان، في وقت زادت فيه التجاوزات البيئية مثل تجريف البساتين وارتفاع نسب التلوث الهوائي بسبب التوسع العمراني غير المدروس”.
وأشار إلى أن “هذه التغيرات دفعت مربّي الأغنام إلى الهجرة لدول الجوار، مما أثر على الإنتاج المحلي للحوم، كما تسببت زيادة التلوث في ارتفاع معدلات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، مثل الربو والسرطان، حيث سجلت مستشفيات البصرة والناصرية والعمارة آلاف الحالات خلال الفترة الأخيرة”.
وتتصاعد التحذيرات من تفشي مرض الحمى القلاعية وتأثيره على الثروة الحيوانية في العراق، وسط حديث عن دخول شحنات من العجول المصابة بعد تزوير أوراقها، مما أدى إلى اختلاطها مع المواشي السليمة وانتشار الإصابات.
وفي وقت يعاني فيه المربّون من خسائر فادحة، طالبوا بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ ما تبقى من مواشيهم، بينما تتزايد المخاوف من ضعف الرقابة البيطرية وانعكاسات ذلك على الإنتاج المحلي من اللحوم والألبان.