تحليلات

كركوك: هجومان في أقل من شهر.. داعش إلى الواجهة مجدداً

بغداد/ عراق أوبزيرفر
لا تكاد نشرات الأخبار، على شاشات التلفزة العراقية، وبيانات خلية الإعلام الأمني، مستمرة بشأن إطلاق عمليات عسكرية، لتعقب تنظيم داعش، شمال وغربي البلاد، بشكل يومي، ما يضع علامة استفهام حول الخروقات التي تشهدها محافظة كركوك.
ولقي تسع منتسبين في الشرطة الاتحادية مصرعهم، في محافظة كركوك، إثر انفجار عبوة ناسفة، وسط مطالبات بفتح تحقيق عاجل في الأمر.
وذكر المصدر لوكالة عراق اوبزيرفر، أن “عبوة ناسفة استهدفت عجلتين تابعتين للشرطة الاتحادية، في ناحية الرياض في محافظة كركوك، راح ضحيتها 9 منتسبين، بينهم ضابط برتبة رائد”.
وهذا الهجوم، هو الثاني، خلال أقل من شهر، إذ قتل 4 جنود، في التاسع عشر، من الشهر الماضي، عند نقطة حدودية بين منطقة نفوذ الجيش العراقي، وقوات البيشمركة شمال غربي كركوك.
وإذا كان الهجوم الحالي، باستخدام عبوة ناسفة، فإن هجوم الشهر الماضي، كان باستخدام كواتم الصوت، مع وصول مسلحي التنظيم، إلى الجنود الضحايا، ومصادرة هواتفهم النقالة، وأجهزة النداء الخاصة بهم.
وعلى رغم توقف العمليات العسكرية بشكل رسمي، نهاية عام 2017، إلا أن القوات العراقية، ما زالت تعثر بشكل متكرر على أنفاق ومخابئ، للتنظيم، في محافظات نينوى، والأنبار، وديالى، وكركوك، حيث تمثل مضافات آمنة لهم بعيداً عن رصد الطيران والمواطنين.
وتمثل الصعوبات البيئية والتضاريس المعقدة، التحدي الأبرز للقوات المنتشرة في تلك المناطق، بسبب غياب مداخل تلك المضافات، والتمويه الكبير، الذي اعتمده عناصر التنظيم، فيما تلجأ القوات العراقية إلى الطائرات المسيرة، والاستطلاعات المباشرة للجنود الراجلة، لرصد تلك المخابئ.
العميد المتقاعد، حميد العبيدي، يرى أن “أسلوب عمل القوات الأمنية ما زال تقليدياً، على رغم النداءات التي تطلقها الجهات المستقلة والخبراء الأمنيون، بضرورة تحديث عمل المنتسبين، وفرض شروط وآليات جديدة عليهم، تستبق تفكير العدو، وتناسب الواقع الجغرافي للمناطق التي يسيطرون عليها”.
وأضاف العبيدي في تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الجهد الاستخباري ما زال غير جدي، وهامشياً بالنسبة للقوات الأمنية، التي تبذل جهودها، وثقلها على العمل العسكري، والمداهمات، ونصب حواجز التفتيش، وهي آليات أثبتت ومنذ سنوات، قدمها وعدم فاعليتها”، مشيراً إلى أن “تحصيل المعلومات علم وفن، وهو ما زال غائباً عن الكثير من الأجهزة الاستخبارية، في عدة محاور، وهذا واضح، من الخروقات التي تحصل هناك”.
وفي مسعى لتطويق الأزمة، وجه القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، قائد قوات الشرطة الاتحادية بالتوجه إلى مكان الاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له دورية في الشرطة الاتحادية بمحافظة كركوك.
وقال المتحدث باسم القائد العام اللواء يحيى رسول إن “التوجيه صدر عقب التعرض الإرهابي الذي شنته عصابات داعش الإرهابية على قطعات من الشرطة الاتحادية”.
وفي ظل تلك الخروقات، تبرز علامات تساؤل حول العمليات العسكرية التي تطلقها القوات الأمنية بين الحين والآخر، ومدى جدّيتها، وقدرتها على تحقيق تقدم في الملف الأمني، للمحافظات المحررة، التي ما زالت تنشط فيها العناصر الإجرامية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى