عربي ودولي

كيف ساهمت نساء في حماية الرؤساء الأميركيين؟

واشنطن/ متابعة عراق اوبزيرفر

بعد حادثة إطلاق النار على المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، السبت الماضي، يتعرض جهاز الخدمة السرية لاتهامات بالتقصير، وانتقادات لوجود العديد من النساء ضمن صفوفه.

ولكن وجود النساء لحماية الرؤساء الأميركيين يعود لأكثر من 160 عاما، منذ عهد أبراهام لنكولن، في عام 1861.

ويجد جهاز الخدمة السرية المكلف حماية الشخصيات السياسة الأميركية البارزة، نفسه ليس فقط في مرمى المنتقدين المتسائلين عن كيفية تواجد مطلق للنار على مسافة قريبة جدا من ترامب، لكن أيضا في مرمى تعليقات تمييز على أساس النوع الاجتماعي ومساءلة لسياسة التوظيف وفق مبادئ “التنوع والإنصاف والشمول”.

وينتقد تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الاتهامات والانتقادات التي وجهت لدور النساء في جهاز الخدمة السرية بعد حادثة ترامب، خاصة بعد تدخلهن في حماية الرئيس السابق مثل بقية زملائهن الرجال، مشيرة إلى أن المنتقدين “يريدون ممارسة لعبة إلقاء اللوم على التمييز الجنسي”.

من زمن إدارة الرئيس الأميركي الأسبق، جيمي كارتر، وحتى عهد الرئيس السابق، جورج بوش، استطاعت ميلاني بيركهولدر (52 عاما) الفوز بجوائز لمهاراتها في الرماية وكانت تضطلع بتفاصيل حماية الرؤساء.

وقالت للصحيفة إنه أمر “سخيف، لماذا نجري هذه المحادثة الآن”، مشيرة إلى أنها سئمت ولا تصدق الشكوك حول النساء في الخدمة السرية.

وتحدثت عن فترة تدريبها كيف استطاعت التفوق على زملائها من كلا الجنسين، في إتمام التدريبات المختلفة.

وأشارت بيركهولدر إلى أن جهاز الخدمة السرية لديها عميلات بشكل رسمي، منذ عام 1971، وهو العام الذي ولدت هي فيه، منوهة إلى أن الحماية “لا تتعلق بالطول أو الإطار” الذي توضع فيه لحماية الرئيس.

ويسعى جهاز الخدمة السرية إلى أن تشكل النساء 30 في المئة من عناصره بحلول العام 2030، حسبما قالت شبكة “سي بي إس نيوز” العام الماضي.

وتابعت أنه على “النساء اجتياز جميع الاختبارات البدنية، مثل الرجال” أكان فيما يتعلق بـ “القوة أو التحمل أو الرماية”.

حين استهدف المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية ترامب خلال تجمع السبت، هرعت عدة نساء بملابس ونظارات سوداء يضعها بالعادة عناصر الخدمة السرية، لحماية ترامب وإجلائه.

وكتب الناشط اليميني مات وولش في منشور على إكس “لا يجب أن تكون هناك أي امرأة في جهاز الخدمة السرية. من المفترض أن يكون هؤلاء العملاء هم الأفضل على الإطلاق، وأفضل الأشخاص في هذه الوظيفة ليسوا نساء”.

من جهته، قال عضو الكونغرس الجمهوري، تيم بورتشيت، على المنصة نفسها بسخرية: “لا أعتقد أن تعيين موظفة من شركة بيبسي وفق مبادئ التنوع والإنصاف والشمول في منصب رئيسة لجهاز الخدمة السرية، فكرة سيئة”.

وكان يشير في منشوره إلى مديرة الجهاز، كيمبرلي تشيتل، وهي ثاني امرأة توكل هذا المنصب التي أشرفت على الأمن في شركة “بيبسيكو” لسنوات قبل أن تعود إلى الوكالة الفيدرالية حيث عملت 30 سنة تقريبا.

شيريل تايلر، كانت أول عميلة أميركية من أصول أفريقية تصل إلى وحدة الحماية الرئاسية في الخدمة السرية، عندما كان جورج بوش الأب رئيسا، وبعد 15 عاما من عملها أصبحت مدربة لعملاء آخرين.

وأكدت تايلر للصحيفة أن “النساء يتدرب بالطريقة نفسها التي يتدرب بها الرجال.. أصبحنا بارعات في جميع الأسلحة التي نحتاج إليها والتعامل معها، وتفكيكها وتجميعها معا في الوقت المناسب”.

وتدير تايلر شركتها الأمنية الخاصة، وكتبت كتابا عن تجربتها كقائدة في واحد من أشهر الوكالات الأمنية في الولايات المتحدة.

وعرض التقرير قصة ماري آن غوردون، التي كانت ضمن أفراد طاقم فرقة حماية الرئيس الأميركي السابق، رونالد ريغان، والتي قادت خطة النقل للفريق المتقدم عندم أطلق عليه النار خارج فندق واشنطن هيلتون، في عام 1981.

وكتب جهاز الخدمة السرية في تكريمها “استعدادا لمهمتها، قادت غوردون جميع طرق الموكب الممكنة إلى فندق هيلتون والبيت الأبيض، وحتى إلى مستشفى جامعة جورج واشنطن للتأكد من أن الشوارع خالية وخالية من أي عوائق”.

وتشير الأحداث إلى أن غوردون عندما سمعت إطلاق النار “دخلت في سيارة الليموزين الاحتياطية، وحولت المركبة الرئاسية إلى أسرع طريق، مما أدى لنقل الرئيس حينها إلى المستشفى في ثلاث دقائق فقط”.

وحتى قبل غوردون، كانت هناك كيت وارن التي عينت كأول محققة وضابطة إنفاذ للقانون في الولايات المتحدة، والتي كتبت عن مهمتها الأكثر شهرة في بالتيمور، لتتمكن من كشف مؤامرة لاختطاف وقتل الرئيس لنكولن خلال رحلة نقل عبر المدينة للصعود إلى قطاره المتجه للعاصمة عام 1861.

واستطاعت وارن إحباط خطط الخاطفين حينها في ذلك العام، ويصل إلى مبنى الكابيتول بأمان، ووقع مشروع قانون جهاز الخدمة السرية بعدها بأربع سنوات.

واستمرت محاولات اغتيال لنكولن حتى تمكن جون ويلكس بوث المؤيد للكونفيدرالية من قتله، في عام 1865.

وبعد مقتل الأميركي من أصل أفريقي، جورج فلويد، خلال توقيفه من قبل الشرطة، في مايو 2020، عمدت أقسام الموارد البشرية في الولايات المتحدة على تسريع تنويع شروط التوظيف.

غير أن المحافظين كثفوا انتقاداتهم في الأشهر الأخيرة، مؤكدين أن هذه الممارسات “تعود بالضرر” على الرجال البيض، بحسب وكالة فرانس برس.

وفي مايو، انتقدت عملية التوظيف في جهاز الخدمة السرية بعدما أطلق الكونغرس تحقيقا في حادث مرتبط بعميلة أمنية لنائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس.

وأعرب حينها العضو الجمهوري في الكونغرس عن ولاية كنتاكي، جيمس كومر، في رسالة لكيمبرلي تشيتل، عن قلقه بشأن توظيف هذه العميلة ودعا إلى التحقق من خلفيتها.

وقال إن نقص الموظفين “دفع الوكالة إلى خفض معاييرها الصارمة للتوظيف في إطار جهود التنوع والإنصاف والشمول”.

ردا ذلك، قال المتحدث باسم الوكالة، أنتوني غولييلمي، للصحافة الأميركية إن عملاء جهاز الخدمة السرية يوظفون وفقا “لأعلى المعايير المهنية.. ولم تقم الوكالة أبدا بخفض هذه المعايير”.

وتجاهلت تشيتل الدعوات المطالبة باستقالتها، وقالت الوكالة إنها ستشارك “بشكل كامل” في التحقيق المستقل الذي طلبه الرئيس جو بايدن.

ومن المتوقع أن يستمع الكونغرس إلى تشيتل في 22 يوليو، بحسب كومر.

من جهته، قال بايدن إنه يشعر “بالأمان” مع عملاء الخدمة السرية، مقرا مع ذلك بأن السؤال يبقى “مفتوحا” حول استباق حدوث محاولة اغتيال ترامب.

وفي أول ظهور علني له في مؤتمر الحزب الجمهوري في ميلووكي، الاثنين، بدا ترامب محاطا بعملاء ذكور.

وكتب المعلق المحافظ روغان أوهاندلي على إكس “هكذا تتم حماية الرؤساء”.

 

المصدر: الحرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى