بغداد/ عراق أوبزيرفر
سلط مراقبون الضوء على أزمة سياسية أشعلت فتيلها البوارج الحربية الأمريكية، التي أرسلتها واشنطن للشرق الأوسط منذُ بدء الحرب على غزة، وأجبرت تركيا على التعبير عن تشديد موقفها تجاه الولايات المتحدة.
وكانت الولايات المتحدة قد أرسلت منذ أسابيع حاملة الطائرات “يو إس إس دوايت دي أيزنهاور” إلى منطقة الشرق الأوسط، وسط تصاعد الهجمات على القوات الأمريكية في المنطقة.
حاملة طائرات
وتمركزت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات “يو إس إس جيرالد ر. فورد” في شرق البحر الأبيض المتوسط لتكون بمثابة رادع لأي طرف ثالث قد يفكر في الانضمام إلى الصراع الدائر بين إسرائيل وحركة حماس، وفقًا للبنتاغون.
وعلق المراقبون ، على ما نشره موقع “إذاعة فرنسا الدولية”، أنّ أنقرة صعّدت لهجتها تجاه واشنطن، على خلفية مخاوف جدية لديها من عودة النفوذ الأمريكي إلى المنطقة بشكل أكبر.
وأشاروا إلى انّ حالة غضب تزامنت مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى أنقرة، سببها أنّ “الجانب التركي يخشى من أن تؤدي الحرب الدائرة في غزة إلى عودة أكثر وضوحًا وقوّة للولايات المتحدة إلى المنطقة”.
وبينوا أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذهب اليوم الإثنين، إلى إحدى مدن أقصى الشمال التركي، في خطوة تعبّر عن ازدراء المسؤول الأمريكي والامتناع عن لقائه.
وجاءت خطوة أردوغان تلك، بعد سلسلة من تصريحات عنيفة أطلقها خلال الأسابيع الماضية ضد إسرائيل وقادتها، وأيضًا ضد الغرب، وخصوصًا ضد الولايات المتحدة، التي يتهمها بأنها المسؤول “الحقيقي” عن القصف على غزة ورفض إسرائيل مناقشة وقف إطلاق النار.
معارك ضارية
ولفتوا الى أنّ الوزير الأمريكي بلينكن كان يأمل خلال زيارته للبلاد في لقاء مع الرئيس أردوغان، وهو اللقاء الذي لم تعد به أنقرة ولم تنفه أيضًا، وفقًا للمراقبين.
وبدأ الوزير الأمريكي بلينكن ونظيره التركي هاكان فيدان اجتماعهما في أنقرة صباح اليوم الإثنين، وهو الأول منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
ولفتوا إلى أنّ زيارة بلينكن تأتي في ظل معارك ضارية تجري في شمال قطاع غزة، الذي قال الجيش الإسرائيلي إنه قسمه إلى منطقتين، رافضًا جميع دعوات القوى الإقليمية والدولية إلى وقف فوري لإطلاق النار.
وكانت أنقرة قد دعت في وقت سابق الولايات المتحدة إلى إقناع إسرائيل بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار وإعلان “هدنة إنسانية” في القطاع، الذي يشهد قصفًا متواصلًا منذ شهر.
وفي السياق وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى تركيا الاثنين لمناقشة تطورات الحرب الإسرائيلية على غزة، فيما يتصاعد غضب تركيا ورئيسها رجب طيب إردوغان ضد إسرائيل والغرب.
وهذه أول زيارة يجريها بلينكن لتركيا منذ أن شنت إسرائيل حربا ضد حماس، ردا على هجوم نفذته حركة المقاومة الإسلامية في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
واختار أردوغان من جهته زيارة منطقة نائية في شمال شرق البلاد الاثنين في قرار بدا أنه ازدراء لبلينكن. ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نظيره التركي هاكان فيدان لمناقشة الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتأتي زيارة بلينكن في أعقاب جولة سريعة له في الشرق الأوسط شملت الضفة الغربية المحتلة حيث أجرى الأحد محادثات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
خلف الكواليس
والأحد أشار أردوغان إلى أن بلاده “تعمل خلف الكواليس” مع حلفائها الإقليميين لمحاولة ضمان تدفق مستمر للمساعدات الإنسانية إلى غزة. لكنه قطع كل الاتصالات مع رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو واستدعى سفير أنقرة لدى إسرائيل احتجاجا على ما يحصل في غزة.
كما اتهم الرئيس التركي الغرب باتباع معايير مزدوجة في المنطقة وبفقدان سلطته الأخلاقية. وقال الشهر الماضي “من كانوا يذرفون دموع التماسيح على المدنيين الذين يقتلون في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، يشهدون اليوم بصمت على مقتل آلاف الأطفال الأبرياء”.
ويرى مراقبون أن الحرب الإسرائيلية على غزة سيكون لها تداعيات كبيرة على العلاقات بين واشنطن وتركيا، العضوين في حلف شمال الأطلسي والمنخرطتين في نزاعات الشرق الأوسط..