“لن نصمد اكثر من 20 دقيقة”.. قلق أمريكي من ترسانة الصين الصاروخية

عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر
في اعتراف غير مسبوق يعكس حجم التراجع الاستراتيجي الأمريكي، أقرّ وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث بأن الأسطول البحري الأمريكي لن يصمد أكثر من 20 دقيقة في مواجهة ترسانة الصين الصاروخية الفرط صوتية، واصفاً إياها بـ”التهديد الوجودي” الذي يهدد العمود الفقري للتفوق العسكري الأمريكي، لا سيما حاملات الطائرات.
تصريحات هيغسيث، التي نقلها موقع sustainability-times، أثارت صدمة في الأوساط العسكرية والدبلوماسية، خصوصاً بعد إقراره بأن واشنطن تخسر بشكل متكرر أمام بكين في المحاكاة الحربية التي تجريها وزارة الدفاع.
وانتقد الوزير بطء البيروقراطية العسكرية في واشنطن، مؤكداً أن تأخر الولايات المتحدة في تحديث منظوماتها الدفاعية يتيح للصين التقدم بخطى ثابتة، عبر تطوير منظومة صاروخية دقيقة وفعالة تُغير موازين الردع العالمي.
من بين أبرز هذه الأسلحة، أشار التقرير إلى الصاروخ الصيني DF-17 عالي الدقة، والصاروخ DF-27 الذي يصل مداه إلى 8000 كيلومتر، بما يكفي لضرب أهداف أمريكية في ألاسكا وهاواي، بل وحتى العمق القاري الأمريكي.
كما لفت إلى التجربة الصاروخية الصينية غير المسبوقة عام 2021، حيث قطع صاروخ فرط صوتي مسافة تقارب 40 ألف كيلومتر، وهو تطور وصفه خبراء بأنه “نقلة نوعية في سباق التسلح العالمي”.
وفي مؤشر إضافي على تراجع النفوذ الأمريكي، حذر هيغسيث من تصاعد النفوذ الصيني في قناة بنما، التي تمر عبرها قرابة 40% من حركة الحاويات التجارية الأمريكية سنوياً، مع تنامي الاستثمارات الصينية في موانئ استراتيجية على جانبي الممر الحيوي.
ورغم مساعي واشنطن لضمان وجود عسكري عبر اتفاق أمني جديد مع بنما، إلا أن التمدد الصيني يثير مخاوف حقيقية لدى صناع القرار الأمريكيين.
الواقع الجديد يفرض، بحسب المراقبين، إعادة نظر جذرية في العقيدة الدفاعية الأمريكية، حيث لم تعد حاملات الطائرات أداة مضمونة لفرض الهيمنة، في ظل تفوق صيني صاروخي يهدد بتقويض النفوذ الأمريكي في المحيط الهادئ وخارجه.
ويرى خبراء أن الحفاظ على التوازن الاستراتيجي يتطلب من واشنطن سباقاً مع الزمن لتحديث ترسانتها الدفاعية، وتطوير منظومات مضادة للصواريخ الفرط صوتية، وإعادة هيكلة شاملة لآليات التصنيع والتسلّح.