Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
العراقتحليلاتخاص

مأساة الشيخية تفتح ملف “المقابر الجماعية”.. العراق يواجه تركة الماضي الثقيلة

بغداد/ عراق أوبزيرفر

بين الحين والآخر، تُفتح ملفات المفقودين، وكأنها نافذة ضوء صغيرة في ظلام طويل، تمنح بارقة أمل لآلاف العائلات التي تعيش على حافة الانتظار، تتشبث بذكرى أحبائها المفقودينن وتدعو يوميا في صلاتها لمعرفة مصيرهم، حيث أن العراق البلد الذي أنهكته الحروب والصراعات، يحمل على عاتقه واحدة من أثقل المآسي الإنسانية، فهو من بين الدول التي تضم أكبر عدد من المفقودين وفقاً لتقارير اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وشهدت منطقة الشيخية الواقعة في بادية السماوة، جنوب العراق، يوم الأحد، حدثًا مؤثرًا تمثل في فتح مقبرة جماعية تضم رفات ضحايا النظام السابق، حيث جرى هذا الحدث بحضور ممثلين عن الجهات الرسمية وعدد من الشخصيات المحلية، في خطوة تهدف إلى تسليط الضوء على فصول منسية من معاناة العراقيين.
وتُعد هذه المقبرة، التي تم اكتشافها في عام 2019، شاهدًا صامتًا على مأساة إنسانية مروعة، إذ تضم رفات أطفال ونساء ورجال دفنوا قبل أكثر من أربعة عقود، وذلك ضمن 23 مقبرة جماعية يعتقد أنها موجودة في بادية السماوة.

مهمة مقعدة
والمقبرة تحتوي على عشرات الرفات من مختلف الأعمار، جميعهم يرتدون الزي الكردي، ومن المقرر نقل الرفات إلى دائرة الطب العدلي في بغداد لإجراء الفحوصات اللازمة، حيث ستتم مطابقة العينات مع عينات الدم التي أُخذت من ذوي المفقودين، بهدف التعرف على هويات الضحايا من خلال فحص الحمض النووي (DNA).
بدوره، قال مدير عام دائرة المقابر الجماعية، ضياء الساعدي، إنه “على مدار ثمانية أيام متواصلة جرى العمل في هذا الموقع الذي اكتُشف بعد عام 2019، ضمن عدة مواقع، حيث تم الكشف عن الموقع الأول الذي كان يحتوي على 172 رفاتًا، في عام 2005 من قبل قوات التحالف، بناءً على معلومات تم الحصول عليها في تلك الفترة”.
وأضاف الساعدي لـ”عراق أوبزيرفر” أنه المقبرة التي فتحت يوم الأحد، يبلغ عرضها مترين وطولها 16 مترًا، في حين لا يتجاوز عمقها ربع متر، حيث أكدت المعاينة الأولية للموقع، وبناءً على التصنيفات الأولية من قبل فريق المشرحة الرطبة، أن الرفات تعود بشكل أساسي إلى أطفال ونساء”.
وتشير تقديرات حكومية إلى أن أعداد المفقودين بين 1980 و1990 من جراء القمع الذي كان مارسه النظام، بلغت نحو 1.3 مليون شخص.
لكن مهمة فتح المقابر والتعرف على الضحايا مكلفة ومعقدة تقنيا وتتطلب وقتا طويلا، وسط أجواء مناخية قاسية تعقّد عملية حفظ العظام. كما أنها عملية تحتاج تمويلا لا تؤمنه الحكومة، وأحيانا، قرارا سياسيا في بلد لم تندمل فيه جراح النزاع الطائفي بعد.
ويُقدَّر عدد المقابر الجماعية في العراق بحوالي 215 موقعًا موثقًا، تم فتح 130 منها حتى الآن، بينما لا تزال 85 مقبرة غير مفتوحة.
تعود هذه المقابر إلى فترات مختلفة من تاريخ العراق، بما في ذلك حقبة النظام السابق وجرائم التنظيمات الإرهابية مثل “داعش”، حيث تُشير التقديرات إلى أن هذه المقابر تحتوي على رفات آلاف الضحايا الذين فُقدوا نتيجةً للصراعات وانتهاكات حقوق الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى