كربلاء المقدسة /عراق اوبزيرفر
اكدت العتبة الحسينية المقدسة اليوم السبت ،ان ركضة طويريج تمثل واحدة من اكبر التجمعات البشرية التي تحدث حول العالم ،وتقام سنويا ظهر يوم العاشر من محرم لاحياء مراسيم استشهاد الامام الحسين عليه السلام.
وبحسب منشور للعتبة ،يشارك في الركضة ملايين الزوار العراقيين والعرب والاجانب ،وتنطلق من منطقة قنطرة السلام في كربلاء باتجاه مرقد الامام الحسين عليه السلام ،وسط المدينة القديمة بطول يصل الى 2 كيلو متر ويزداد المشاركون فيها عام بعد اخر.
ولفتت العتبة الى ان المشاركين في ركضة طويريج يرددون شعارات “لبيك يا حسين” في استجابة لنداء الامام الحسين عليه السلام ،يوم عاشوراء قبل 1384 عاما”هل من ناصر ينصرنا”.
كيف تأسست هذه المراسيم؟
واوضحت العتبية اللحسينية ، ان هذه المراسيم مرت كغيرها من الشعائر الحسينية بمراحل من التقييد والمنع حتى وصل الحال بممارسيها الى التخفي واقامتها بشكل عشوائي خوفا من تعقب السلطات الحاكمة التي فرضت حظرا على اقامة هذه المراسيم.
بدوره يقول المؤرخ الكربلائي سعيد رشيد زميزم: “ان تأريخ تأسيس هذا العزاء في احد الروايات سنة 1855ميلادية وفي رواية،اخرى سنة 1872ميلادية اي يكون عمر هذا الموكب قد ناهز ال150 عاماً”.
ويضيف , “مؤسس هذا العزاء هو احد اعيان مدينة كربلاء في قضاء الهندية (طويريج) الذي كان يدعى ميرزا صالح القزويني حيث كان يقيم مجلس عزاء خلال العشرة الاولى من محرم الحرام في داره ،وبعدها استقل فرسه مع مجموعة من محبي اهل البيت عليهم السلام وبدأوا بالركض مرددين كلمات ولائية حسينية وما ان شاهدوهم اهالي كربلاء حتى شاركوهم في العزاء”.
ويشير زميزم, الى انه “عندما وصل ميرزا صالح القزويني والمعزين معه الى منطقة باب طويريج قنطرة السلام فأقاموا صلاة الظهر وبعدها انطلقوا مجددا لتأدية مراسيم عزاء ركضة طويريج بدءا من طريق طويورج باتجاه سوق ابن الحمزة احد اسواق مدينة كربلاء القديمة مرورا بسوق الصفارين والعلاوي وبعدها الى سوق الخفافين ثم الى ضريح الامام الحسين عليه السلام وتوجهوا الى اخيه ابا الفضل العباس عليه السلام”.
كما يقول السيد جابر الطالقاني , وهو احد خدمة موكب بطلة كربلاء ,”كانت سلطات نظام البعث تنشر عناصرها على طريق مرور هذا العزاء يوم العاشر من محرم ليقوموا برصد من يشارك بهذا العزاء ،وخصوصا الشباب ويضعون على ملابسهم الاصباغ لتمييزهم واعتقالهم”.
ويضيف الطالقاني , كانوا يلاحقون بعض الشباب المشاركين ويسحبونهم الى سيارات الاسعاف وهم يصرخون “انه مريض” لكن الحقيقة هي انهم اعتقلوا هؤلاء الشباب.
بعد عام 2003 عادت الشعائر الحسينية من جديد وبشكل علني ومنظم وبتزايد مستمر من داخل العراق وخارجه.