بغداد/ عراق أوبزيرفر
شهدت العاصمة العراقية بغداد مساء الثلاثاء عملية استهداف لقاعدة عسكرية تابعة لقوات التحالف الدولي في مطار بغداد الدولي تزامنت هذه الهجمات مع زيارة رسمية يقوم بها الرئيس الإيراني الجديد، مسعود بزشكيان، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول دوافع هذه الهجمات وأهدافها.
وسقط الصاروخان على مقربة من معسكر النصر، الذي يضم قوات أميركية بالقرب من مطار بغداد، ووفقاً للمصادر الأمنية، لم تُسجل أي حالات وفاة جراء الهجوم، إلا أن هناك تقارير عن حدوث أضرار مادية.
وأفادت القوات الأمنية في بيان نقلته وكالة “فرانس برس” بأن حركة الطيران المدني في مطار بغداد كانت طبيعية لجميع الرحلات، ما يعني عدم تأثير الهجوم بشكل كبير على العمليات الجوية في المدينة.
أطراف مشبوهة!
وتأتي هذه الهجمات في وقت حساس، حيث وصل الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، إلى بغداد بعد ساعات قليلة من وقوع الهجوم، في زيارة تعتبر الأولى للرئيس الإيراني منذ انتخابه في يوليو/تموز، حيث تتضمن الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين العراقيين، ومناقشة التعاون الثنائي، بالإضافة إلى ملفاتٍ إقليمية هامة.
وفي بيان لافت أبدت كتائب حزب الله غضبها من استهداف قاعدة التحالف الدولي، برغم دعمها سابقاً لمثل تلك الهجمات، حيث أعربت الكتائب عن استنكارها للهجوم، معتبرةً أن الهجوم يهدف بشكل واضح إلى تعطيل زيارة الرئيس الإيراني.
وذهب بيان الكتائب إلى أبعد من ذلك حيث اتهم أطرافاً مشبوهة بمحاولة التشويش على الزيارة، داعياً في الوقت ذاته الأجهزة الأمنية إلى الكشف عن المتورطين في الهجوم.
من جانب آخر، أفاد مسؤول عراقي بوزارة الخارجية أن التحضيرات للزيارة قد اكتملت، وأن هناك حزمة من مذكرات التعاون الثنائي التي سيتم توقيعها بين بغداد وطهران. ومن المتوقع أيضاً مناقشة قضايا إقليمية مهمة، مثل الصراع الفلسطيني، وكذلك نتائج مذكرات واتفاقيات أمنية سابقة.
ويأتي الهجوم في سياق أزمة كبيرة تشهدها منطقة الشرق الأوسط، وتصعيد من قبل مختلف الأطراف منذ الحرب التي اندلعت في قطاع غزة، كما أن تزامنه مع زيارة الرئيس الإيراني، يؤشر إلى جملة معطيات.
رسائل متعددة
ويفسر تزامن الهجوم مع زيارة الرئيس الإيراني كوسيلة لإرسال رسائل متعددة، وقد يكون الهجوم محاولة من بعض الأطراف لتعطيل أو إحباط الزيارة بهدف عرقلتها، أو التشويش عليها.
لكن ذلك لا يعني تبرئة المجاميع المسلحة، خاصة وأنها لا ترتبط جميعها بقيادة موحدة، ويمكن فهم تلك الهجمات على أنها تصرفات فردية من بعضها، دون الاكتراث بزيارة بزشكيان.
ويُعتبر العراق ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، حيث يمثل الصراع بين القوتين الإقليميتين أحد أوجه التوترات الإقليمية الكبيرة في الشرق الأوسط.
ووجدت الولايات المتحدة الأمريكية في العراق فرصة لإعادة تشكيل المشهد الإقليمي، حيث رأت فيه فرصة لتقليص النفوذ الإيراني في العراق، حيث كانت واشنطن تعتبر إيران قوة تهديد تتجاوز حدودها، في المقابل، وجدت إيران في العراق فرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي، حيث استثمرت بشكل كبير في بناء علاقات قوية مع جماعات مسلحة وأحزاب سياسية في العراق، عبر تقديم الدعم المالي والعسكري.