مجزرة جديدة في غزة.. استشهاد 220 فلسطينيًا جراء غارات “إسرائيلية” مكثفة

القدس المحتلة/ عراق اوبزيرفر

استشهد 220 فلسطينيًا في غزة فجر الثلاثاء إثر سلسلة غارات “إسرائيلية” غير مسبوقة من حيث النطاق والكثافة، في تصعيد هو الأكبر منذ شهرين، حين بدأ سريان وقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحركة حماس. وسارعت الحركة إلى اتهام” إسرائيل” بنسف الاتفاق والتضحية بالرهائن.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة إكس: “بناءً على توجيهات المستوى السياسي، تشنّ قوات جيش الدفاع والشاباك هجومًا واسعًا على أهداف تابعة لحماس في أنحاء قطاع غزة”. وأضاف: “تقرر تعديل تعليمات الجبهة الداخلية، حيث ستنتقل مناطق غلاف غزة من الأنشطة الكاملة إلى الأنشطة المحدودة، ما يعني تعليق الأنشطة التعليمية”.

وأعلنت الحكومة “الإسرائيلية”، في بيان رسمي، أن الغارات نُفذت بأمر من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت، مشيرةً إلى أنها جاءت ردًا على “رفض حماس المتكرر لإطلاق سراح الرهائن ورفضها جميع المقترحات التي قدّمها المبعوث الرئاسي الأمريكي والوسطاء”. وأضافت أن “إسرائيل” ستتحرك الآن ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة.

حصيلة الضحايا والتدمير الواسع

من جهته، أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد 220 فلسطينيًا على الأقل، معظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن، جراء القصف” الإسرائيلي” المكثف.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس: “نُقل إلى المستشفيات أكثر من 220 شهيدًا، فيما تواصل قوات الاحتلال قصفها العنيف”. وأضاف أن الجيش” الإسرائيلي “نفّذ أكثر من 200 غارة جوية وقصفًا مدفعيًا مكثفًا، استهدف خيام النازحين، مراكز الإيواء، منازل المدنيين، الطرقات، ومقار حكومية وأمنية.

من جهته، قال مسؤول” إسرائيلي”٫ طلب عدم نشر اسمه، إن” إسرائيل” استهدفت قيادة حماس وبنيتها التحتية، محذرًا من أن الهجمات ستستمر “ما لزم الأمر”.

وأضاف أن الجيش “الإسرائيلي” شنّ ضربات استباقية استهدفت قادة عسكريين في حماس ومسؤولين ميدانيين، مشيرًا إلى أن العملية “لن تتوقف عند الضربات الجوية، وقد تتوسع إلى عمليات أخرى”.

واشنطن:” إسرائيل” نسّقت معنا قبل الهجوم

في واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن” إسرائيل” استشارت إدارة الرئيس الأمريكي قبل تنفيذ الهجوم على غزة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، لشبكة فوكس نيوز: “الإسرائيليون استشاروا إدارة ترمب قبل شن الهجمات”، مضيفةً: “كما أوضح الرئيس، فإن حماس والحوثيين وإيران وكل من يهدد إسرائيل والولايات المتحدة سيدفع ثمنًا باهظًا”.

حماس:” إسرائيل” انقلبت على الاتفاق

وردًا على التصعيد، اتهمت حماس” إسرائيل” بـ”الانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار”، معتبرة أن نتنياهو “يستأنف العدوان وحرب الإبادة الجماعية ضد المدنيين العزل”.

وقالت الحركة في بيان: “نتنياهو وحكومته المتطرفة قرروا التنصل من الاتفاق وتعريض الأسرى في غزة لمصير مجهول”.

وفي بيان ثانٍ، قالت حماس إن نتنياهو يستخدم الحرب في غزة “قارب نجاة” له من أزماته السياسية، حتى لو كان ذلك يعني “التضحية بالرهائن”.

ودعت الحركة الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى الانعقاد العاجل لوقف” العدوان الإسرائيلي”.

يأتي هذا التصعيد بعد محادثات في القاهرة، حيث أرسلت “إسرائيل” مفاوضين لبحث قضية الرهائن، وسط تصاعد الخلافات بشأن وقف إطلاق النار الهش.