مخطط التهجير.. رصاصة الرحمة في جسد القضية الفلسطينية أم ضمن مناكفات ترامب؟

عراق أوبزيرفر/ بغداد
واجهت الخطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير سكان قطاع غزة رفضًا عربيًا واسعًا، إذ وُصفت بأنها تهدد بوقف إطلاق النار الهش في القطاع وتزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة .
وأعلنت الخارجية المصرية أن القاهرة تعمل على إعداد تصور لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم، مؤكدة تطلعها للتعاون مع الإدارة الأمريكية بقيادة ترامب للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة .
وأكد رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان أن موقف بلاده ثابت تجاه التهجير، مشددًا على أنه لا توطين ولا تهجير ولا حلول على حساب الأردن.
وأضاف أن الأردن لن يتحرك بشكل منفرد في قضايا تتعلق بمستقبل فلسطين والمنطقة، مشيرًا إلى استمرار التنسيق مع مصر والدول العربية والفلسطينيين لصياغة موقف عربي موحد وواضح حيال إعادة إعمار غزة.
لحظة نادرة
وحذرت القوى السياسية الفلسطينية، بما فيها السلطة الفلسطينية، من خطورة مشروع ترامب، مؤكدة تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ورفضه لأي حلول تنتقص من حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال، وطالبت الجامعة العربية باتخاذ خطوات عملية لمواجهة هذه المخططات، مشددة على أن الفلسطينيين يواجهون خطرًا وجوديًا يستدعي استنفار جميع الجهود وتوحيد الصفوف.
بدوره، يرى الباحث في الشأن السياسي غيث العبيدي، أن “سياسة دونالد ترامب في الشرق الأوسط تمثل لحظة نادرة ولن تتكرر، وهناك إمكانية لفرض المزيد من القوة والخطط والمشاريع الأمريكية، حيث بدأت بالمساعي لتهجير سكان قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن، ولا تنتهي عند حدود عقد اتفاقيات دفاع وتطبيع جديدة”.
وأوضح العبيدي لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الهدف هو بناء نظام إقليمي جديد يرتكز على السلام مع إسرائيل، وطارد لإيران وروسيا من المنطقة، لكن السياسة الخارجية الترامبية، وتحولاتها على العالم، وعدم استقرارها، وتداعياتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولربما العسكرية، ستأتي بنتائج عكسية لن تعجب ترامب نفسه، ولا الشعب الأمريكي برمته، وستؤثر بالدرجة الأهم على مكانة أمريكا عالمياً، ولن تعيد تشكيل العالم مثلما يريد ترامب إطلاقاً”.
وعبّر أمين عام جامعة الدول العربية عن رفض أي محاولة لإخلاء فلسطين التاريخية من سكانها الأصليين، موضحًا أن هذا الأمر لا يمكن القبول به عربيًا، وأكدت الإمارات والسعودية على أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط لا يكون إلا عبر حل الدولتين، كما رفضت لبنان أي طروحات قد تؤدي إلى تهجير الفلسطينيين من أرضهم.