تحليلاتخاصرئيسيةعربي ودولي

مرحلة جديدة في لبنان.. جردة حساب بخسائر الأرواح والممتلكات

عراق أوبزيرفر/ بغداد

ها هو لبنان يخطو نحو مرحلة جديدة بعد أشهر طويلة من الصراع العسكري المدمر، الذي ترك آثاراً كارثية على مختلف الأصعدة. تترتب على هذه المرحلة تحديات هائلة، قد تُعيد تشكيل المشهد الداخلي اللبناني والإقليمي بشكل أوسع.

تشير تقارير وزارة الصحة اللبنانية إلى أن الصراع خلف 3768 قتيلاً، بالإضافة إلى إصابة 1569 شخصاً حتى 24 نوفمبر الجاري. أما على صعيد البنية التحتية، فقد أفاد تقرير للبنك الدولي بأن الأضرار التي لحقت بالمساكن تقدر بنحو 2.8 مليار دولار، مع تدمير أكثر من 99 ألف وحدة سكنية جزئياً أو كلياً. وشملت الأضرار قرى وبلدات واسعة في سهل البقاع وجنوب لبنان، ما زاد من حجم الكارثة.

وفي القطاع الزراعي، تشير التقديرات إلى خسائر تقدر بـ124 مليون دولار، نتيجة تدمير المحاصيل والثروة الحيوانية، بالإضافة إلى نزوح المزارعين. كما تجاوزت الخسائر 1.1 مليار دولار بسبب فوات مواسم الحصاد، ما يهدد الأمن الغذائي في البلاد.

على الصعيد الإنساني، نزح أكثر من 886 ألف شخص داخل لبنان حتى منتصف نوفمبر، بينما فرّ أكثر من 540 ألف شخص إلى سوريا، وفق بيانات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. هذه الموجة من النزوح، إلى جانب الأضرار الاقتصادية، تُثقل كاهل لبنان المنهك أصلاً.

اقتصادياً، يواجه لبنان أزمة خانقة، حيث قدرت الأضرار والخسائر التي لحقت بالاقتصاد بنحو 8.5 مليار دولار. ومن المتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 5.7% في عام 2024، مقارنة بتقديرات النمو السابقة للصراع التي بلغت 0.9%. أما قطاع السياحة، الذي يمثل ركناً أساسياً للاقتصاد اللبناني، فقد تكبد خسائر فادحة تُقدر بـ1.1 مليار دولار، مما يضع لبنان أمام واحدة من أشد الأزمات تعقيداً في تاريخه.

لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمات اقتصادية وسياسية حادة، يواجه الآن تحدياً هائلاً لإعادة بناء ما دمرته الحرب. تتطلب هذه المرحلة جهوداً استثنائية على المستويين الداخلي والدولي، لتخفيف آثار الكارثة وإعادة توجيه البلاد نحو مسار التعافي.

الدمار في إسرائيل
وتقدر السلطات الإسرائيلية الأضرار التي لحقت بالممتلكات في إسرائيل بنحو مليار شيكل (273 مليون دولار) على الأقل، مع تضرر أو تدمير آلاف المنازل والمزارع والشركات.

ووقع القسط الأكبر من الأضرار في إسرائيل في المناطق المتاخمة للحدود اللبنانية التي تعرضت لقصف صاروخي من حزب الله.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى