الذكرى السنوية
منوعات

مساوئ أستخدام الهاتف.. ظاهرة “خطيرة” تهدد الصغار قبل الكبار

عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر

مع تقدّم العمر، تبدأ ملامح الشيخوخة بالظهور على أجسادنا بطرق مختلفة، وأحد أكثر هذه التغيرات وضوحاً هو ذلك الانحناء التدريجي، الذي يظهر في أعلى الظهر.

ولكن في عصر التكنولوجيا والعمل المكتبي، أصبح انحناء الظهر ظاهرة تهدّد الصغار قبل الكبار، وسرعان ما يتحول إلى مشكلة صحية تؤثر في جودة الحياة بأكملها.

فرط الحداب

ويشرح الأطباء أن العمود الفقري السليم يتميّز بانحناءات طبيعية على شكل حرف S، لكن المشكلة تبدأ، عندما يزداد الانحناء الصدري عن 40 درجة، وهو ما يعرف طبياً بفرط الحداب. وهذه الحالة لم تعد تقتصر على كبار السن، كما كان يعتقد سابقاً، حيث تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن %40 من الأشخاص في منتصف العمر يظهرون علامات مبكرة لهذا الانحناء، وفق تقرير نشره موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي.

واللافت في الأمر أن هذا التحول في بنية العمود الفقري يأتي نتيجة لعوامل نمط الحياة الحديث، أكثر من كونه جزءاً طبيعياً من الشيخوخة. فالساعات الطويلة، التي نقضيها منحنين على هواتفنا الذكية، في ظاهرة تعرف باسم «عنق الهاتف»، تضع ضغطاً يعادل 27 كيلوغراماً على فقرات الرقبة. كما أن الجلوس المكتبي الخطأ لثماني ساعات يومياً يكفي لإحداث اختلالات عضلية تدفع بالظهر تدريجياً نحو الانحناء.

الاكتشاف المبكر

ولحسن الحظ، يؤكد خبراء العلاج الطبيعي أن «حداب الوضعية»، الناتج عن هذه العادات، يمكن تصحيحه بنسبة كبيرة، إذا تم اكتشافه مبكراً. والحل يبدأ بتمارين بسيطة لا تتجاوز 15 دقيقة يومياً، تركز على تقوية عضلات الظهر العلوية وتحسين مرونة الصدر.

كما أن تعديل وضعية الجلوس، بحيث تكون الشاشة بمستوى العين، وأخذ فترات راحة كل نصف ساعة، يمكن أن يحدثا فرقاً كبيراً.

أما بالنسبة لكبار السن، فإن القصة تأخذ منحى مختلفاً. وهنا يصبح الانحناء نتيجة لتغيرات هيكلية في العمود الفقري نفسه، خاصة تلك الكسور الانضغاطية الصغيرة، التي تحدث بسبب هشاشة العظام. وهذه الكسور التي قد تحدث من دون أي ألم واضح، تسهم في زيادة الانحناء تدريجياً، مما قد يؤثر حتى على وظائف التنفس والهضم.

طرق بسيطة للوقاية

والخبر الجيد أن هذه المضاعفات يمكن الوقاية منها عبر اتباع خطوات أساسية، وهي كما يلي:

– التغذية السليمة الغنية بالكالسيوم وفيتامين D.

– ممارسة تمارين المقاومة، التي تركز على تقوية العضلات الداعمة للعمود الفقري، وتحافظ على كثافة العظام.

– الفحوصات الدورية بعد سن الأربعين للكشف عن أي علامات مبكرة لهشاشة العظام.

– تمارين مثل اليوغا والبيلاتس، أثبتت فعاليتها في تحسين التوازن والوضعية العامة للجسم.

ويقول أحد خبراء جراحة العظام: «الظهر المستقيم ليس رفاهية، بل ضرورة للحفاظ على وظائف الجسم الحيوية. والبدء في منتصف العمر ببرنامج وقائي، قد يوفر عليك سنوات من الألم والمعاناة لاحقاً».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });