بغداد/ عراق أوبزيرفر
على وقع دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، إلى جعل يوم الغدير، عطلة رسمية في العراق، وانتشغال الأوساط السياسية والشعبية بهذا الأمر، منذ أكثر من شهر، توتر أجواء الفضاء العام في العراق، بشكل كبير، وتسببت بعودة خطاب الطائفية والكراهية لدى بعض الفئات، ممن كانوا يتربصون وينتظرون اللحظات المناسبة.
وانخرط سياسيون وُصفوا بالانتهازيين في هذه القضية، التي تحولت إلى موقعة كبيرة، وميدان لتصفية الحسابات، وتبادل الاتهامات، والعودة إلى الخطاب الطائفي، وهو ما أثار قلق المنظمات المعنية والحقوقية، حيال ذلك، باعتباره يهدد السلم الأمني والمجتمعي.
وما زاد الطين بله، هو انخراط شخصيات دينية، عبر منابر الجمع في هذه القضية الشائكة، واستذكارهم لواقعة “غدير خم” مع تفسيرات مختلفة تتعلق بكل طائفة ومكون، فضلاً عن المحللين السياسيين الذين بدأوا أيضاً يناقشون القضية، بما تحمله من أبعاد مختلفة.
كلمة الصدر
وفي مسعى لتطويق القضية، توجه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للنواب العراقيين بخطاب حذر فيه من أن “من يرفض إقرار عيد الغدير عطلة رسمية سيكون محمد وعلي خصومه”.
وقال في كلمة متلفزة “أرفض أن يزاودني أحد على نبذ الطائفية فنحن من ساهم في درء التأجيج الطائفي والمطالبة بعطلة عيد الغدير جاءت تفعيلاً للتعايش السلمي ومن أجل إتمام الدين”.
وشارك الآلاف من أنصار التيار الوطني الشيعي،”التيار الصدري سابقا” في صلاة الجمعة الموحدة استجابة لدعوة زعيمه مقتدى الصدر الذي وجّه بأن تركز الخطب خلال هذه الفترة على عيد الغدير إلى يوم حلوله في الـ25 من يونيو/حزيران المقبل.
وأعلن مجلس النواب العراقي في 24 أبريل/نيسان الماضي تسلمه مقترح قانون عطلة عيد الغدير من النائب برهان المعموري، وفقا لدعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وبرغم توجه الأمور، نحو إقرار العطلة إلا أن مراقبين ومختصين في مجال حقوق الإنسان، يؤكدون أهمية إبعاد هذه القضايا، عن ساحة النقاش العام، وإبقائها قيد المباحثات السياسية إن لزم الأمر، خاصة وأن بعض الشخصيات انخرطت فيها دون فهم عميق للوقائع التاريخية، ودون اكتراث بأي تأثيرات محتملة على البلاد، جرّاء هذا الخطاب الذي يهدد السلم المجتمعي