بغداد/ عراق أوبزيرفر
بينما كان أحمد قاسم، مواطن من بغداد، يحاول عبور الشارع بصعوبة بعد أن تحولت الطرقات إلى برك مائية بسبب الأمطار، قال بأسى: “كل سنة نعاني من نفس المشهد، الشوارع تغرق، والحياة تتوقف”.
وأضاف لـ”عراق أوبزيرفر”لا يمكننا الوصول إلى أعمالنا ولا مدارس أطفالنا.. إلى متى سيظل هذا الحال بلا حلول؟”
ولا تزال المعاناة مستمرة للمواطنين العراقيين جراء تكرار ظاهرة غرق الشوارع مع كل موسم أمطار، وهو ما يكشف هشاشة البنى التحتية، وعدم جاهزيتها لغاية الآن.
وفي مشهد يتكرر شهدت العاصمة العراقية بغداد، خلال الأيام الماضية، حالة من الفوضى جراء الأمطار الغزيرة التي تسببت في غرق أغلب شوارعها الرئيسية والفرعية، وشل الحركة المرورية بها، وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين.
ويؤكد مختصون أن غرق الشوارع ليست مجرد مشكلة تقنية، بل مؤشر على الإهمال وسوء التخطيط، وسط تساؤلات كيف لمحافظة بحجم بغداد أن تعجز عن توفير البنية التحتية اللازمة لحماية المواطنين من آثار الأمطار.
دوره قال المواطن علي كريم: “إن غرق الشوارع ليس مجرد مصادفة، بل هو دليل على الإهمال وسوء التخطيط.. نحن في العاصمة، لكننا نعاني مع كل موسم أمطار كأننا في قرية مهملة.”
وأضاف كريم لـ”عراق أوبزيرفر” أن “هذا الوضع المتكرر يدفعنا للتساؤل عن جدية الحكومة في حماية المواطنين وتوفير بنية تحتية مناسبة.”
سخرية من الواقع
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي أصبح تداول مقاطع غرق المنازل، مألوفاً، فضلاً عن مقاطع تنقل الواقع بسخرية، وسط دعوات لاتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لمعالجة هذه المشكلة المزمنة، وذلك عبر صيانة شبكات الصرف الصحي، وتوسعتها، ووضع خطط طوارئ للتعامل مع الأمطار الغزيرة، وتخصيص الميزانيات اللازمة لتنفيذ هذه المشاريع.
وتضطر أغلب محافظات العراق، إلى تعطيل الدوام الرسمي فيها، في حين أعلنت أخرى تعطيل دوام المدارس فقط، واستنفرت الجهود العسكرية والخدمية لاحتواء أزمة مياه الأمطار.
وأثار تكرار هذا السيناريو تساؤلات عن جاهزية البنية التحتية في العاصمة وباقي المحافظات لمواجهة مثل هذه الظروف المناخية، حيث طالب مواطنون الجهات المعنية بتحمل مسؤولياتها واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الكوارث.
أما المواطن سعيد جابر فقد قال: “الأمطار تكشف لنا كل عام عيوب البنية التحتية، ومعاناتنا تتكرر دون حلول.” وأضاف جابر لـ”عراق أوبزيرفر” أن “المواطن يستحق بنية تحتية تليق بالعاصمة، وليس مجرد مسكنات مؤقتة تنتهي مع نهاية كل موسم”.