بغداد/ عراق اوبزيرفر
أيّد عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي،اليوم الجمعة، بينهم روسيا والصين، طلب الحكومة العراقية إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة بحلول العام المقبل، .
وكانت الحكومة العراقية طلبت الاسبوع الماضي من الأمم المتحدة، أن تنهي بحلول نهاية 2025 مهمتها السياسية التي تؤدّيها في البلاد منذ أكثر من 20 عامًا، معتبرة أنها لم تعد ضرورية.
وكرّر نائب مندوب العراق لدى الأمم المتحدة عباس كاظم عبيد الفتلاوي الطلب أمام المجلس، أمس الخميس، قائلًا “المهمة حققت أهدافها”.
طلب عراقي
هذا وأكد المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، السبت الماضي، أن إنهاء عمل بعثة اليونامي جاء بطلب عراقي وتوصية أممية، مشيراً الى أن هذا القرار يتطابق مع رؤية الحكومة في هذا الملف.
وقال العوادي ، إن العراق بلد ذو سيادة وقد تعافى من الأزمات والانهيارات التي أصابته جراء الحروب المتعددة، موضحا أن” إنهاء عمل بعثة اليونامي السياسي لا يتعارض مع استمرار الوكالات الأممية الإنسانية”.
واضاف ان “الحكومة نجحت في إدارة ملفات داخلية حساسة كملف كركوك والعلاقة مع الإقليم “.
وتابع أن “الحكومة العراقية بدأت باتخاذ المبادرات لحل المشاكل السياسية والتي كانت جزءاً من مهام البعثة السياسي”.
تطور كبير
بدوره قال المحلل السياسي عائد الهلالي، ان ما يحصل عدم توافق داخلي حول قرار إنهاء عمل “البعثة الأممية يونامي” في العراق، وخصوصا بعد أن ابرق دولة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بانتفاء حاجة العراق الى وجود هذه البعثة، وبالتحديد بعد التطور الكبير والذي شهده العراق في السنة والنصف الأخيرة من عمر حكومته، وهو تعاف غير مسبوق على المستوى الداخلي والإقليمي والدولي.
وذكر الهلالي لوكالة “عراق اوبزيرفر” انه على الصعيد الداخلي ،هنالك حالة من الاستقرار السياسي ، نستطيع أن نقول عنها بانها مثالية فمنذ عام 2003 والى اليوم والازمات والتحديات التي واجهت الحكومة هي ذاتها ولا تختلف كثيرا عما مرت به الحكومات السابقة.
وتابع، ان التعاطي معها وحلحلتها بطريقة مهنية ،هو ما ميز هذه الحكومة عن سابقاتها ،كذلك العمل على تصفير الأزمات مع دول الجوار الإقليم والذهاب باستثمار الدبلوماسية المنتجة ،مع الدول العظمى وكبريات والشركات العالمية وعقد اتفاقات ومعاهدات تجارية استطاعت من خلالها الحكومة أن تقوض مساحة الازمات والمشاكل والتي كانت تعصف بالدولة العراقية، بين الحين والآخر .
وبين، كذلك انتهاج الحكومة لسياسات علاجية كثيرة، كانت قادرة على التعاطي بحرفية عالية مع ما يقوض بقاء الدولة ورصانة مؤسساتها، نتيجة الفساد وسوء الإدارة الذي كان يضرب أركان الدولة مقابل عدم وجود سياسات مهنية وعلمية لحلحلتها ومعالجتها .
وارجع، عليه فإن الوضع اليوم مختلف تماما ،والدولة اليوم تتحرك بثقة عالية، وتقوم بأداء دورها بشكل مميز، مرتكزة بذلك على حالة التكامل والتوافق بين مفاصلها كافة ،وهذا ما جعلها تؤسس لمعالجات مستدامة نتيجة الخبرة الكبيرة المكتسبة والاستفادة القصوى من أخطاء المرحلة الماضية ،والتي وضفت بشكل مثالي وباتت مسار عمل رصين لأداء المؤسسات الحكومية بالشكل اللائق ومع كل هذه النجاحات.
ومضى يقول، إن الحكومة تشعر بأنها في وضع أفضل وليست بحاجة إلى من يحاول أن يسلبها استقلالية القرار السياسي، وان خطاب رئيس الحكومة في واشنطن، وفي جميع المحافل الدولية الاخرى يؤكد على أن العراق استعاده موقعه ودوره في المنطقة والعالم، كدولة يشار لها بالبنان، ولاعب سياسي واقتصادي كبير.
ويشير الهلالي الى ان دعم ومساندة شرائح كثيرة من المجتمع العراقي، لتوجه الحكومة وقرار رئيس الوزراء بهذا الخصوص ،يأتي متوافقا للرؤية التي ينشدها الجميع للتخلص من كل تراكمات الماضي، نتيجة تداعيات حرب الخليج الثانية، والتي صادرت استقلالية القرار السياسي للدولة العراقية.
وختم ، كذلك ما بعد عام 2003 والتي أتت على كل شيء، فاليوم هو يوم استعادة الهيبة للدولة العراقية، وعلى الجميع دعم ومساندة هذا القرار، أما من يختلف في تقديره للموقف والقرار، فإننا لا نختلف معه ولكن سندع الايام تثبت لهم أننا كنا قد اتخذنا قرارا صائبا مدروسا بعيدا عن الانفعال والتعصب .
تحمل المسؤولية
وأيّد المبعوث الروسي فاسيلي نيبينزيا وجهة النظر هذه، قائلًا: إن “العراقيين مستعدون لتحمل مسؤولية المستقبل السياسي لبلادهم”.
وأضاف: “المشاكل المتبقية يجب ألا تصبح ذريعة لبقاء بعثة الأمم المتحدة في البلاد إلى أجل غير مسمى”.
وأشار نائب مندوب الصين لدى الأمم المتحدة غينغ شوانغ إلى أنه في إطار التجديد السنوي للبعثة التي ينتهي تفويضها في نهاية مايو، يتعين على المجلس “اقتراح خطة من أجل ضمان الانسحاب التدريجي والانتقال السلس نحو الانسحاب النهائي”.
البرلمان يرحب
الى ذلك ،رحبت اللجنة القانونية النيابية، بطلب رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بانهاء بعثة يونامي التابعة للأمم المتحدة في العراق، مشيرة الى أن وجود هذه البعثة يستند إلى قرارات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
وقال عضو اللجنة رائد المالكي في تدوينة له على منصة “إكس” : إننا “نرحب بطلب رئيس الوزراء إنهاء بعثة اليونامي التابعة للأمم المتحدة في العراق”.
واشار الى أن “وجود هذه البعثة يستند إلى قرارات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة”، مبينا، أنها “شكل من أشكال تقييد السيادة على المستوى الدولي”.
السيادة العراقية
وقال استاذ الاعلام غالب الدعمي،:” ان العراق بلد لديه سيادة، ويفترض ان تنتهي مهمة المنظمات الدولية ،بما فيها الامم المتحدة في رسم سياسته، وتعاونه مع شعبه ، وانا اتفق مع قرار انهاء عمل بعثة الامم المتحدة “يونامي” من العراق”.
وتابع وفق حديثه لوكالة “عراق اوبزيرفر”: لذلك هذا القرار وان جاء متأخرا،فهو يحتاج الى سنة وثمانية اشهر من الان، اي مع نهاية حكومة السوداني، حتى يتم تطبيقه”.
ويرى استاذ الاعلام:” انه مهم جدا للعراق، وقد تكون وجهة نظر الحكومة المقبلة، مختلفة وتطلب تمديد هذه المهلة ،وان كانت يوم 31/ 12 / 2025، نكون فيه ، مع نهاية يعني مع بدايات تشكيل الحكومة.، وبالتالي فاذا تم الاتفاق على هذا القرار يكون ايجابياً”.
واشار الدعمي:” الى ان وجود بعثة يونامي وفق قرار من مجلس الامن، وبالتالي تحتاج الى قرار مجلس الامن ايضا لانهاء عملها بشكل كامل، وتحديد وجودها بما يتناسب بالسيادة العراقية ؟.