يكشف آخر تطورات القضية.. وزير العدل: الإيراني محمد علي رضا المدان بقتل الاميركي ستيفن ترويل في بغداد لا يزال في السجن

بغداد/ عراق اوبزيرفر
كشف وزير العدل خالد شوآني، اليوم الاثنين، آخر تطورات قضية مقتل الاميركي ستيفن ترويل على يد ضابط إيراني في بغداد، فيما تحدث عن مصير الأخير
وقال شوآني، في مقابلة اجرتها معه وكالة أسوشيتد برس وتابعته “عراق اوبزيرفر”، إن “الإيراني محمد علي رضا المُدان بقتل المواطن الأميركي ستيفن ترويل في بغداد عام 2022 لا يزال رهن الاحتجاز”.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قُتل ستيفن إدوارد ترويل، البالغ من العمر 45 عامًا، وهو من مواليد ولاية تينيسي، برصاصة في سيارته على يد مهاجمين أثناء توقفه في الشارع الذي يسكن فيه في حي الكرادة بوسط بغداد مع عائلته. وأُدين المواطن الإيراني محمد علي رضا بقتله، إلى جانب أربعة عراقيين، فيما وُصف بأنه عملية اختطاف فاشلة.
وفي وقت سابق، افادت وسائل اعلام محلية، بصدور حكم يقضي بالسجن المؤبد على ضابط ايراني، بتهمة قتل المواطن الاميركي ستيفن ترول في العاصمة العراقية بغداد.
وذكرت ، ان “محكمة جنايات الكرخ اصدرت يوم الخميس (31 آب 2023) حكماً بالسجن المؤبد بحق قتلة المواطن الاميركي ستيفن ترول بعد ثلاث مرافعات”.
واضافت ان “المتهمين الأربعة هم مواطنين عراقيين ينتمون لفصائل متعددة بينهم شخص إيراني الجنسية يعمل بصفة نقيب في الحرس الثوري، وبحسب معلومات اعترف المتهمون بتنفيذ عملية القتل بعد التحقيق معهم، فيما تمت إحالة قضيتهم إلى جنايات الكرخ”.
ونوهت الى “العملية كانت خطف المواطن الأميركي وليس القتل، لكن المتهمين اخطأوا التنفيذ وقتلوه، فيما تم القبض عليهم بعد المتابعة من قبل وكالة الاستخبارات في وزارة الداخلية ليتم الوصول للمجرمين عن طريق ادلة متعددة مثبتة، والقاء القبض عليهم في منزل بجانب الرصافة”.
وأردفت: “بعدها بدأ التحقيق القضائي معهم، وصولاً لاحالة ملفاتهم لجنايات الكرخ رغم كل الضغوط التي تمت ممارستها، وفي المقابل تخلت طهران عن المتهم الإيراني بعد فشلهم بعملية الخطف في بداية الامر ولكون العملية تمت دون تنسيق او علم مسبق، لكن في نهاية الامر مارست طهران وجهات عراقية ضغوطاً كبيرة لسحب المتهم الى طهران ومحاسبته هناك، وتم الحكم عليهم صباح هذا اليوم من قبل جنايات الكرخ رغم كل الضغوط في قضية تعتبر الاخطر بابعادها القانونية والدولية”
وسبق أن نشرت وكالة عراق اوبزيرفر، تقريرا مفصلا عن حادثة مقتل المواطن الأميركي ستيفن ترول وسط بغداد.
وتحدثت عراق اوبزيرفر عن تفاصيل الحادثة، قائلة: “لا تصب عملية اغتيال المواطن الأميركي ستيفن ترول، وسط بغداد، إلا في رغبة توتير الأوضاع الأمنية، وإحراج حكومة السوداني، في أخطر الملفات، وهو أمن البعثات الدبلوماسية، والعاملين مع الدول الأجنبية، وغير ذلك”.
وترول يعمل في مجال التدريس، ضمن منظمة الإغاثة الأميركية، وكان يتجول في سيارة يستقلها بشارع الصناعة وسط بغداد، عندما وجه مسلحون مجهولون، نيران أسلحتهم نحوه، لتصيبه في صدره، ويفارق الحياة بعد نقله إلى مستشفى الشيخ زايد.
خلال الفترة الماضية، تشجع الكثير من السائحين الأجانب، والمشتغلين في مواقع التواصل الاجتماعي، على زيارة العاصمة بغداد، ومناطق الأهوار، وغيرها من المواقع السياحية، ونشر تلك يومياتهم على موقع يوتيوب، ومنصاتهم الشخصية، وهو ما أوحى بطابع إيجابي، تجاه بغداد، بأنها استعادت شيئاً من بريقها، وأنها قابلة لإعادة الحياة فيها مرة ثانية.
لكن هذا المسار، تلقى ضربة قوية، بمقتل المواطن ترول، بسبب التبعات الكبيرة، التي ستلحق مقتل هذا المواطن، خاصة وأنه أميركي، ويعمل في منظمة دولية، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة، مثل منع الدول الأخرى رعاياها من زيارة العراق، أو انسحاب بعض الشركات العاملة هنا، خوفا على عامليها.
المحلل الأمني، حميد مشعل العبيدي، أكد أن “عملية الاغتيال جاءت في وقت حسّاس، فمن جهة تسلمت حكومة السوداني، أعمالها لتوّها، ومن جهة أخرى هناك صراع على الأجهزة الأمنية، مثل جهاز المخابرات، وهذا شيء يوحي بأن الصراع أو التشويش على الأوضاع وصل إلى مديات كبيرة، خاصة وأننا نعلم أن ملف البعثات الأجنبية والشركات، دائماً ما يكون ضمن أجندة المجموعات المسلحة، في حال أرادت تصفية حسابات داخلية، كما أنها تستخدم ذلك ضمن صراعاتها البينية”.
ويرى العبيدي، في حديث لوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “الحكومة الجديدة، عليها أن تكون جادة في مسألة التحقيق، وكشف جميع المعلومات أمام الرأي المحلي، وحتى العالمي، تجنباً لأية تداعيات قد تحصل، فضلاً عن إطلاق حملة واسعة بمساندة مختلف القوات الأمنية، لتعقب الجريمة المنظمة، ورصد حركة السلاح، والمجموعات المشبوهة، التي ربما تكون مرتبطة بأجهزة مخابرات دولية”.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، بشأن تلك الحادثة، إذ تعاطف مدونون مع ستيفن ترول، متساءلين عن السبب الحقيقي وراء اغتياله، فضلاً عن مطالبات واسعة للحكومة العراقية، بضرورة التدخل واتخاذ الإجراءات الصامة.
بدوره، علق الباحث في الشأن السياسي، شاهو القرداغي، على تلك الجريمة قائلاً: “قتل الناس والافلات من العقاب نتيجة طبيعية لانتشار السلاح وضعف الدولة في محاسبة المجرمين وتقديمهم الى العدالة”.
وأضاف، “كيف يمكن إقناع العالم بتحسن وتعافي البلاد في ظل استمرار هذه الجرائم؟”.
ووجه رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بتشكيل لجنة تحقيقة بشأن اغتيال المواطن الأميركية ستيفن ترول في بغداد.
قالت خلية الإعلام الأمني في بيان تلقت وكالة “عراق أوبزيرفر” نسخة منه إن “مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وجه وزير الداخلية عبد الامير الشمري، بتشكيل لجنة تحقيقية من أجهزة الوزارة التخصصية والجهات الأمنية الأخرى للتحقيق في ملابسات حادث مقتل مواطن أمريكي في العاصمة بغداد”.