
بغداد/ عراق أوبزيرفر
مع تصاعد الضغوط الأمريكية على بغداد بشأن واردات الغاز الإيراني، تواجه الحكومة العراقية معضلة تأمين احتياجاتها من الطاقة، وفي هذا السياق، تبرز دول عدة، كخيار بديل مطروح على الطاولة، لكن وجهات النظر تتباين حول مدى جدواه اقتصاديًا والعقبات الفنية التي قد تعترض طريق كل منها.
وبعد أن ألغت إدارة ترامب الإعفاء الخاص باستيراد الكهرباء، ازدادت المخاوف من احتمال إلغاء إعفاء استيراد الغاز أيضًا، ما قد يضع بغداد في مواجهة أزمة طاقة حادة، خاصة مع اعتمادها الكبير على الإمدادات القادمة من إيران.
بدوره، قال الخبير في شؤون الطاقة، كوفند شيرواني، أن “الاحتمال الأكثر ترجيحًا لتعويض الكهرباء أو الغاز من إيران هو الاتجاه نحو استيراد الغاز من المملكة العربية السعودية أو قطر، نظرًا للمسافة الجغرافية القريبة والأسعار التنافسية التي ستكون أقل من كلفة استيراد الغاز الإيراني.”
وأضاف لـ”عراق أوبزيرفر” أن “البديل الآخر المتمثل في استيراد الغاز من تركمانستان يواجه عقبات عديدة، أبرزها مشاكل التمويل وصعوبة الحصول على تأمينات مالية من المصارف العراقية، فضلًا عن المسافات الجغرافية الطويلة التي تجعل نقله أكثر تعقيدًا.”
مسافة طويلة.
وبشأن الاستيراد من الجزائر، أضاف أن “المسافة الكبيرة بين العراق والجزائر تشكل تحديًا إضافيًا، حيث ترفع تكاليف النقل، مما يجعل هذا الخيار أقل جدوى بالمقارنة مع الموردين الأقرب جغرافيًا” مشيراً إلى أنه “ما يعزز هذا الاتجاه استمرار تدفق معظم صادرات الغاز الجزائري نحو أوروبا، والتي استحوذت على حوالي 97% من إجمالي الصادرات الجزائرية من الغاز المسال خلال عام 2024، والتي بلغت 11.62 مليون طن”.
وسرت أنباء مؤخرًا عن نقاشات عراقية – جزائرية لاستيراد الغاز، غير أنها لا تزال في مراحلها الأولى.
وفي حال إبرام الاتفاق، فإن ناقلات الغاز المسال ستمر عبر البحر الأبيض المتوسط، ثم تعبر قناة السويس إلى البحر الأحمر، قبل مواصلة رحلتها عبر مضيق باب المندب وصولًا إلى الخليج العربي ومنه إلى الموانئ العراقية.
ويسعى العراق حاليًا إلى تطوير البنية التحتية في ميناء خور الزبير بمحافظة البصرة استعدادًا لاستيراد الغاز المسال، وهي عملية قد تستغرق ما بين 3 إلى 5 أشهر.
وتشمل خطة التعاقد وفق تقارير، على منصة عائمة مخصصة للتفريغ والتخزين، إضافةً إلى إنشاء أنبوب بطول 40 كيلومترًا لربط الغاز المستورد بشبكة الأنابيب الوطنية القريبة من شط البصرة، مما يسهم في تعزيز قدرات النقل والتوزيع.