70 عاماً بين الجمالي والسوداني..كيف يدين التونسيون للعراق بفضل لن ينسوه أبداً؟
تونس، بغداد/ متابعة عراق أوبزيرفر
اعادت الزيارة التاريخية التي اجراها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني (اول زيارة من نوعها منذ العام 2003)) إلى الأذهان الواقعة الشهيرة لاحد رؤساء الحكومات العراقية في الحكم الملكي، والتي لا يزال التونسيون يدينون بسببها للعراق بفضل انه اول من أسهم باستقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي.
ويتذكر التونسيون بفخر الموقف التاريخيّ لرئيس الوزراء العراقي السابق الراحل محمد فاصل الجمالي الذي يقول الأكاديمي والباحث في التاريخ ادخل الحبيب بورقيبة اول رئيس للجمهورية التونسية إلى قاعة اجتماعات الأمم المتحدة بصفته عضوا في الوفد العراقي بعد ان تم منعه من الدخول لأنه لا يمثل دولة وإنما زعيم حزب سياسي تونسي حيث كانت تونس لا تزال تحت الاستعمار الفرنسي، إذ بادر الجمالي إلى إعطاء باج أحد أعضاء الوفد العراقي لبورقيبة للدخول إلى القاعة بصفته عضوا في الوفد العراقي.
ويقول الدكتور منير عبود جديع حمادي إن الجمالي هو الذي خطط لإدخال الحبيب بورقيبة إلى مبنى الأمم المتحدة مع الوفد العراقي عام 1954، حيث تحدث الجمالي أمام الأمم المتحدة بصفته رئيس الوفد العراقي، ثم أحال الكلمة قائلا “سأحيل الميكرفون إلى أخي الحبيب بورقيبة للتحدث باسم دولة تونس الحرة”.
ويتابع حمادي: ثم صمت جميع من في القاعة وغادر الوفد الفرنسي معترضا، لكن بورقيبة ألقى خطابه في القاعة فأعجب به جميع الحاضرين، ثم قال بورقيبة إلى الجمالي “لا أنا ولا بلدي تونس سننسى لك صنيعك هذا”.
ولد الجمالي في محلة القطانة بمدينة الكاظمية في
بغداد 1903، ونشأ في أسرة دينية وعلمية، وقد درس في الجامعة الأميركية في بيروت وجامعة كولومبيا العريقة في الولايات المتحدة، وهو أول شخصية عراقية يحمل دكتوراه تربية من هارفارد.
ويشير إلى أن شخصيته تأثرت بالتعليم الديني حيث حفظ القرآن الكريم ودخل مدرسة الخالصي في الكاظمية، ثم مدرسة المفيد الابتدائية عام 1910، وبعد تخرجه عين معاون مدرس في مدرسة الكاظمية، ثم لاحقا دخل دار المعلمين، وقد أثرت هذه المراحل في كتاباته ومؤلفاته ذات البعد الديني والتربوي.
وعن تدرجه الوظيفي وأبرز مناصبه بالعهد الملكي، يقول الدكتور عبد الحسين إن الجمالي عمل في السلك التعليمي مديرا عاما في المعارف وعضوية المجمع العلمي العراقي، ثم دخل عالم السياسة الأوسع بين رئاسة الوزراء ومجلس النواب ووزارة الخارجية، وظلت النزعة القومية العربية حاضرة في مواقفه، وخصوصا دعم القضية الفلسطينية.
تقلد منصب وزير الخارجية 6 مرات في 6 وزارات بين عامي 1946 و1953، كان التأثير الأكبر لدبلوماسية الجمالي في عهد رئيس الوزراء الأسبق نوري السعيد بسبب علاقته مع الأخير فضلا عن كفاءة الجمالي.
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية وأواخر العهد الملكي، دخل الجمالي مجلس النواب ممثلا عن لواء الديوانية لأكثر من دورة نيابية، وأصبح وزيرا ثم رئيسا للوزراء مرتين قبل نهاية العهد الملكي في العراق.