بغداد/ عراق اوبزيرفر
في خطوة مفاجئة، أعلنت إدارة قناة “الحرة عراق” عن إغلاق القناة ودمجها مع محطة أخرى، مما أثار تساؤلات حول مغزى هذه الخطوة وتأثيراتها المحتملة على المشروع الأميركي في العراق.
وفقًا للتقارير، تقرر دمج قناة “الحرة عراق” مع محطة “الحرة” الرئيسية، مما أدى إلى تسريح عشرات الموظفين.
يتمثل السبب الرئيسي وراء هذا القرار في تقليص التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية، وفق بيانات رسمية، حيث كانت القناة تواجه تحديات مالية كبيرة، بما في ذلك تراجع التمويل وتغيرات في سوق الإعلام، مما جعل من الصعب استمرارية تشغيلها بشكل مستقل.
ويعكس إغلاق “الحرة عراق” التحديات التي تواجهها وسائل الإعلام المدعومة من قبل الولايات المتحدة في العراق، وقد يؤثر ذلك سلبًا على قدرة الولايات المتحدة في التأثير على الرأي العام العراقي وتعزيز سياساتها.
وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تقليل التأثير الأميركي في العراق، مما قد يغير من طبيعة العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، حيث اعتبر قرار إغلاق القناة كعلامة على تراجع الدور الأميركي في المنطقة.
وبينما قد يُعتبر إغلاق قناة “الحرة عراق” مؤشرًا على تحديات تواجهها السياسة الأميركية في العراق، فإن القول بأنه إعلان فشل للمشروع الأميركي يحتاج إلى مزيد من التأني، خاصة إذا ما تم أخذ العوامل الأخرى بعين الاعتبار مثل التغيرات السياسية والأمنية في العراق والتي قد تؤثر على نجاح المشروع الأميركي.
ويرى مختصون، أن إغلاق القناة قد لا يشير مباشرةً إلى تغيير جذري في السياسة الأميركية تجاه العراق، لكنه بالتأكيد قد يكون دليلاً على إعادة تقييم للسياسات الأميركية أو على أقل تقدير تعديل في الاستراتيجية.
ومن المحتمل أن تشهد الفترة القادمة تغييرات في السياسات الأميركية تشمل تعديل الأهداف في العراق، وتغيير الاستراتيجيات في التعامل مع القضايا العراقية.
من جهته، يرى الصحفي أنس الشمري، أن “إغلاق قناة (الحرة عراق) خطوة مفاجئة وتستحق وقفة تحليل عميقة، فمنذ بدء البث، كانت القناة تُعد جزءاً أساسياً من الجهود الأميركية لتعزيز الحوار وتوسيع نطاق التأثير الإعلامي في العراق، ومواجهة الضغوط الإيرانية والنفوذ في العراق”.
وأضاف الشمري لوكالة “عراق اوبزيرفر” أنه “يمكن تفسير هذا القرار كإجراء إداري يهدف إلى تحسين العمل وتقليص التكاليف، خاصةً في ظل الأوضاع المالية الصعبة التي تمر بها القناة، ولكن من جهة أخرى، قد يرمز هذا الإجراء إلى إعادة تقييم لسياسة الإعلام الأميركي في العراق، وربما يشير إلى تغييرات في الاستراتيجية الأميركية بشكل عام، لكن في المجمل قد تشهد المسألة برمتها تغييرات بعد انتهاء الانتخابات الأمريكية وتحديد هوية ساكن البيت الأبيض الجديد”.
ما المقبل؟
ويشير الإيميل المرسل إلى موظفي القناة، إلى منح القضايا الميدانية أولوية لدى القناة.
وكتب المدير التنفيذي لشركةMBN الممولة من الحكومة الأمريكية، جيفري غدمن، إن “منهج MBN هو الصحافة.. نحن نعتز بالحرفية ونسعى إلى الدقة والإنصاف.. تطلعاتنا هي سيادة القانون والحكومة المسؤولة والتسامح والتعددية”.
وأضاف “لنكن واضحين بشأن سردية MBN ومحددات هويتها.. لنكن قادَة في تغطية ما يخشى منافسونا تغطيته.. دعونا نثبت المهمة والرؤية والقيم في جينات MBN”.
وتابع، أنه سيتم “التحول عن الحضوري المكتبي في المنطقة لصالح حضور مرن وريادي على الأرض.. سيصبح الأمر أكثر حيوية مع تركيز أوضح وسنطور قدراتنا على الصحافة الاستقصائية والتوضيحية والابداعية”.