
بغداد / عراق اوبزيرفر
زار رئيس تحالف السيادة، خميس الخنجر أحد المساجد التابعة للتيار السلفي المدخلي في قضاء أبو غريب غرب بغداد، وذلك بعد أسابيع من تصنيفه من قبل مستشارية الأمن الوطني ككيان “عالي الخطورة”.
وأظهر مقطع فيديو الخنجر وهو يُخاطب الحاضرين بالقول: “رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وجّه بإيقاف كل الإجراءات ضدكم”.
وسلط قرار مستشارية الامن الوطني في العراق بحظر حركة “المدخلية” الضوء على هذه الحركة والمحافظات التي تنشط فيها.
وبحسب بيان رسمي صدر يوم (الأحد)، قررت مستشارية الامن الوطني العراقي حظر”حركة المدخلية” في العراق احدى فروع السلفية وتصنفها كـ”حركة عالية الخطورة” وتوجه بمكافحتها في بغداد والأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وكركوك بعد موافقة نواب المحافظات وديوان الوقف السني.
وكشفت مصادر أمنية مطلعة لعراق أوبزيرفر عن تصعيد واضح في تحركات الأجهزة الأمنية العراقية لمتابعة وملاحقة نشاط حركة “المدخلية” السلفية، والتي باتت تُثير قلق الجهات الأمنية والدينية على حد سواء بسبب ما يُوصف بـ”الأفكار المتشددة” التي تروج لها داخل المجتمع العراقي، لا سيما في محافظات نينوى، الأنبار، صلاح الدين، و كركوك.
وبحسب مصادر أمنية تحدثت لـ”عراق أوبزيرفر”، فقد صدرت توجيهات من جهات عليا إلى القيادات الامنية في المحافظات المذكورة، بإعداد تقارير استخبارية دقيقة عن تحركات أفراد مرتبطين بالحركة، وتجميد نشاط بعض المراكز التي يُشتبه بترويجها لهذا التوجه.
وبحسب معلومات، فإنه جرى بالفعل استدعاء بعض رجال الدين المرتبطين بالحركة والتحقيق معهم، في حين فُرضت رقابة مشددة على بعض الحسابات الإلكترونية والمجموعات التي تنشر محتوى يعبّر عن فكر “المدخلية”.
وتأتي هذه الخطوة بعد تحذيرات من هيئات دينية مرجعية من توسّع نفوذ التيار المدخلي الذي يروج لفكرة “طاعة ولي الأمر بشكل مطلق” ورفض العمل السياسي والحزبي.
ويرى باحثون متخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية أن القلق الرسمي المتصاعد يعكس خشية من تسلل هذا الفكر إلى مؤسسات الدولة أو استخدامه كغطاء لنشاطات خارجية، خصوصاً في ظل ما يُقال عن صلات فكرية وتنظيمية بين “المدخلية” وبعض الجهات الخارجية، وشبهات دعم مالي لها.
والحركة المدخلية هي تيار سلفي ديني يُنسب إلى الشيخ السعودي ربيع بن هادي المدخلي، ويُعرف بتشدده في مسألة وجوب طاعة ولي الأمر بشكل مطلق، ورفضه للعمل الحزبي أو الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالماً، طالما لم يظهر “كفراً بواحاً”، بحسب تعبيرهم.
وظهرت الحركة في العراق بعد عام 2003، مستفيدة من الفراغ الأمني والديني بعد سقوط النظام، وانتشرت في بعض المناطق السنية، خصوصاً الموصل، الأنبار، وصلاح الدين.