بغداد/ عراق اوبزيرفر
يتجه البرلمان العراقي لإقرار مقترح يهدف إلى الحد من ارتفاع حالات الطلاق والتفكك الأسري في المجتمع من خلال تطبيق دورات تثقيفية “إجبارية” للمقبلين على الزواج.
وتعكف لجنة المرأة والطفولة في مجلس النواب على تطوير هذا المقترح، الذي يتضمن إلزام المقبلين على الزواج بحضور دورات توعوية تهدف إلى تعزيز فهمهم لحقوقهم وواجباتهم، وضمان تأسيس مؤسسة أسرية سليمة ومتكاملة.
وبحسب رئيس لجنة المرأة والطفولة النائب دنيا الشمري، فإن “اللجنة باجتماع مع المجلس الأعلى أكدت على ضرورة إنشاء مؤسسة الأسرة، التي تهدف إلى توعية الأسر بحقوقها وواجباتها، في ظل نقص الوعي الحالي لدى الأزواج الجدد، ولكن هذا المشروع يحتاج إلى تكلفة مادية، بالإضافة إلى إنشاء مسودة من قبل مجلس الوزراء”.
وأضافت في تصريح لها، أن “هذه الدورة تكون شرطا اساسيا من شروط الزواج وتكون بمدة تتراوح من شهر إلى شهرين، وتحتوي على مناهج معينة يتم اعطاؤها إلى المتدربين”، مشيرة إلى أن “المجتمع العراقي فقد الترابط الأسري بسبب التطور التكنولوجي، وهذه الدورة بإمكانها توعية وتثقيف المقبلين على الزواج ومعرفة حقوقهم وواجباتهم”.
تصاعد مؤشر التفكك الأسري
ويمثل التفكك الأسري وزيادة معدلات الطلاق تحديا كبيرا في المجتمع العراقي، حيث سجلت الإحصاءات الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في حالات الطلاق خلال السنوات الماضية.
ووفقا لقضاة يعملون في المحاكم فإن أبرز سببين لتزايد حالات الطلاق هما وسائل التواصل الاجتماعي والجانب الاقتصادي، حيث تخوض منظومة القيم الاجتماعية العراقية صراعا دائما مع القيم الأخرى.
بدوره، يرى رئيس المركز الاستراتيجي، فاضل الغراوي، أن “قلة الثقافة الزوجية وعدم التفاهم بين الزوجين أضحى سبباً للطلاق، إضافة إلى العنف الاسري والتدخلات من قبل الاهل والاصدقاء والزواج المبكر والظروف الاقتصادية وارتفاع معدلات الخيانة الزوجية والاستخدام السيئ للاتصالات”.
ودعا الغراوي خلال تصريح لـ”عراق أوبزيرفر” “الحكومة والبرلمان لاتخاذ إجراءات يمكن لها أن تحد من ارتفاع حالات الطلاق من خلال مبادرات اقتصادية وتوفير فرص عمل وتقديم وحدات سكنية مجانية للمتزوجين حديثا مع قروض بدون فوائد”.
ومع تطور التكنولوجيا وتغير أنماط الحياة، أصبح من المعقد الحفاظ على الترابط الأسري كما كان في السابق، وهو ما أظهر هذا النوع من التثقيف الذي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على المجتمع، حيث يساهم في تعزيز القيم الأسرية وتوفير الدعم للمقبلين على الزواج لتجاوز التحديات التي قد تواجههم.
