العراقالمحررتحليلاتخاص

جدل بشأن اللقاحات.. هل يتمكن العراق من دحر “الحمى القلاعية”؟

بغداد/ عراق أوبزيرفر

على وقع انتشار الحمى القلاعية بين قطعان الماشية في العراق، برزت تساؤلات حول جاهزية وزارة الزراعة لمواجهة هذا المرض المعدي، في وقتٍ شهدت فيه البلاد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مما زاد من نشاط الفيروس وأثار مخاوف المربين والمستهلكين على حدٍ سواء، وفيما تسعى الجهات المعنية للسيطرة على الوضع عبر حملات التلقيح والجرد، يبقى غياب التخطيط والتنسيق بين الوزارة وأصحاب المواشي عقبةً تعرقل الجهود الحكومية للحد من انتشار المرض.
والحمى القلاعية من الأمراض المعدية التي تصيب الأبقار والجاموس، حيث تظهر الأعراض على شكل تقرحات في اللثة يصاحبها سيلان مفرط للعاب، مما يؤدي إلى فقدان الحيوان لشهيته تجاه الطعام والشراب ويجعله يعاني من الهزال والضعف، كما تؤدي الإصابة إلى التهابات شديدة في حوافر الحيوان قد تصل إلى حد سقوطها، ولهذا السبب أُطلق على المرض اسم الحمى القلاعية.
بدوره، أكد الخبير في الشأن الزراعي، حميد النايف أن “مرض الحمى القلاعية يُعَد من الأمراض المستوطنة في العراق، حيث تقوم وزارة الزراعة بعمليات التلقيح السنوية للحيوانات حتى في الفترات التي لا ينتشر فيها المرض بشكل فعلي”.
وأضاف النايف لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الفيروس ينشط عادة عند انخفاض درجات الحرارة، والوضع الحالي يشهد برودة ملحوظة مما يزيد من احتمالية تفشي المرض”، مشيرًا إلى أن “الكثير من محطات الأبقار والحيوانات غير مسجلة لدى وزارة الزراعة، مما يجعل من الصعب تتبعها ومكافحتها بشكل فعال”.
وأشار إلى أن “المحطات المسجلة تُكافَح بشكل دوري من قبل الوزارة، لكن لا يمكن للوزارة أن تزور كل بيت خاصة في المناطق السكنية، لذلك يجب على أصحاب الحيوانات التنسيق مع المستوصفات البيطرية لضمان الوصول إلى الخدمات البيطرية المناسبة”.

حصر الأضرار
ووجّه رئيس الوزراء وزارة الزراعة بحصر الأضرار الناتجة عن انتشار الحمى القلاعية ومتابعة معدلات الإصابة وظهور المرض بين الماشية، بينما أكدت اللجنة المُشكلة لهذا الغرض للمواطنين أن المرض الذي يصيب الماشية لا ينتقل إلى الإنسان عبر استهلاك المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والحليب ومشتقاته، ولا يشكل أي خطر على صحة المستهلك.
من جهته، أوضح أخصائي الأوبئة والفيروسات عمار الخميسي أن سلالة جديدة من الحمى القلاعية تُعرف بـ”سات 2″ (SAT2) وصلت إلى العراق للمرة الأولى، مما يشكل تهديدًا خطيرًا للثروة الحيوانية ويعرض حياة الماشية لخطر حقيقي، خاصة وأن اللقاحات المستخدمة حاليًا في البلاد لا توفر الحماية الكافية ضد هذا الفيروس المتحوِّل.
وقال الخميسي في تصريح صحفي، أن “وصول سلالة (SAT2) إلى العراق يُعد تطورًا مقلقًا، حيث أظهرت تحاليل عينات أُرسلت العام الماضي إلى تركيا تأكيد وجود هذه السلالة للمرة الأولى في البلاد، الأمر الذي يتطلب تدخلاً عاجلاً من السلطات البيطرية للحصول على اللقاح المناسب ووقف انتشار الفيروس قبل أن يتحول إلى كارثة تهدد قطاع الثروة الحيوانية بالكامل”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
document.addEventListener("DOMContentLoaded", function() { if (document.querySelector("nojq")) { document.querySelector("nojq").addEventListener("click", function() { console.log("Element clicked!"); }); } });