
بغداد/ عراق أوبزيرفر
يلف الغموض الانفجار العنيف الذي هز ميناء عباس رجائي جنوب إيران، والذي أسفر عن مئات الضحايا ما بين قتيل وجريح، ويستمر الغموض في ظل تكتم إعلامي من قبل المسؤولين الإيرانيين، الذين لم يعلنوا حتى الآن عن الأسباب الحقيقية وراء الحادث.
وأسفر الانفجار الضخم الذي وقع في ميناء “الشهيد رجائي” بمدينة بندر عباس جنوب إيران، السبت، إلى مقتل ما لا يقل عن 28 شخصا وإصابة 800 آخرين وفقا لتقارير إعلامية رسمية.
ولم يتم إعلان السبب وراء الانفجار في حين قالت فاطمة مهاجراني، المتحدثة باسم الحكومة، إن تحديد السبب سيستغرق بعض الوقت، “ولكن ما تم تحديده حتى الآن هو أن حاويات كانت مخزنة في زاوية من الميناء، ويحتمل أنها كانت تحتوي على مواد كيميائية قد انفجرت”.
ويرى مراقبون أن الانفجار الذي وقع في ميناء الشهيد رجائي لم يكن حدثًا عرضيًا، بل يأتي في توقيت حساس يشهد تصاعد المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن عدد من الملفات العالقة، وعلى رأسها الملف النووي.
ويُعتقد أن الحادث يرتبط بشكل مباشر بمحاولات بعض الأطراف الإقليمية والدولية عرقلة أي تقارب محتمل بين واشنطن وطهران، خاصة في ظل الحديث عن تفاهمات أولية قد تعيد رسم معادلة النفوذ في المنطقة.
ليس حادثًا عرضيًا
بدوره أكد الخبير الأمني أحمد الشريفي أن الانفجار الذي وقع في ميناء بندر عباس الإيراني لم يكن حادثاً عرضياً “مشيرًا إلى أن “المعطيات الأولية تدل على أن الضربة كانت موجهة لاستهداف وقود صواريخ متطورة”.
وقال الشريفي لـ”عراق أوبزيرفر” تم رصد تصاعد دخان بلونين مختلفين بعد الضربة، ما يدل على أن الهدف كان مواد شديدة الحساسية، لذلك فإنه من الواضح أن الضربة استهدفت وقوداً للصواريخ في إيران”.
وأضاف أن “الصين زودت إيران بصواريخ (هايبرسونيك)، التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بشكل كبير، حيث أن سرعة اختراق حاجز الصوت (ماك 1) تبلغ نحو 1224 كيلومتراً في الساعة، في حين أن الصواريخ الهايبرسونيك تصل إلى خمسة أضعاف هذه السرعة أو أكثر، ما يجعلها سلاحًا استراتيجيًا بالغ الخطورة”.
وتابع أن “الصين سلمت إيران وقود وهو صوديوم يُعالج كيميائيًا ليتحول إلى بيركلورات الأمونيوم، ويستخدم في تشغيل الصواريخ، سواء المخصصة للأقمار الصناعية أو للأغراض العسكرية، خاصة صواريخ الهايبرسونيك”.
ورجّح الشريفي أن تكون إسرائيل مسؤولة عن الضربة، “معتبرًا أن “تل أبيب تسعى إلى تعطيل أي تقارب محتمل بين واشنطن وطهران، لا سيما بعد الإشارات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد”.
ويُعد ميناء “الشهيد رجائي” منشأة كبيرة لحاويات الشحن، ويغطي مساحة 2400 هكتار (حوالي 5900 فدان)، ويتعامل مع 70 مليون طن من البضائع سنويا، بما في ذلك النفط والشحن العام، إذ يضم ما يقرب من 500 ألف متر مربع (5.4 مليون قدم مربع) من المستودعات، و35 رصيفا للشحن.