بغداد/ عراق اوبزيرفر
يبرز الليثيوم كأحد أهم المعادن التي تقود الثورة الصناعية الجديدة اليكتروفيول، فهو ليس مجرد معدن نادر في باطن الأرض، بل هو حجر الأساس في إنتاج البطاريات المستخدمة في كل شيء، من السيارات الكهربائية إلى الأجهزة الإلكترونية التي لا غنى عنها في حياتنا اليومية.
وبهذا الشان دعا الخبير في مجال الطاقة الكهربائية زكي الساعدي الحكومة الى شراء المصانع التي يمكنها تصنيع الليثيوم او على الاقل تجميع بطاريات الليثيوم وما يدخل في صناعتها ليكون انتاجا وطنيا.
ويقول الساعدي لـ عراق اوبزيرفر إن “الليثيوم أصبح معدنًا إستراتيجيًا لا غنى عنه مع ازدياد التوجه العالمي نحو الطاقة النظيفة في ظل الدعوات المتزاحمة والمتوالية للابتعاد عن الوقود الأحفوري لان اغلب الدول التي يتضرر اقتصادها من شراء الوقود الأحفوري جعلت الشعارات والتوجهات والبحوث باتجاه الـ “electro fuel”.
وأضاف “حتى شركات السيارات العملاقة مثلا تسلا وجنرال موتورز ودخول الشركات الصينية مثل BYD في سوق السيارات الكهربائية وبدأت تتنافس على طلب كميات هائلة من الليثيوم لتلبية احتياجاتها من البطاريات، ما يرفع الطلب بشكل غير مسبوق”.
وتابع أن “هذه الشركات لم تعد مجرد مصنعين للسيارات، بل تعتبر عالميا جزء من الحلول البيئية التي تسعى الدول المستهلكة للوقود الأحفوري للحد من الانبعاثات الكربونية كما يزعم النظام العالمي بظل القيادة الاوربية والأمريكية لجميع مؤتمرات المناخ والورش الخاصة للحد الانبعاثات الكاربونية”.
ليثيوم خالٍ من المخاطر
ويوضح الخبير في مجال الطاقة الكهربائية أنه “كما هو الحال في أي استثمار، لا يخلو الاستثمار في الليثيوم من التحديات حيث ان اسعاره متقلبة وتعتمد بشكل كبير على التغيرات في العرض والطلب العالمي. بالاضافة الى ان عمليات التعدين نفسها قد تثير قضايا بيئية، إذ أن استخراج الليثيوم يتطلب استهلاكًا كبيرًا للمياه، ما قد يزيد من الضغوط على الشركات لاعتماد ممارسات أكثر استدامة”.
وبشان مستقبل للسيارات الكهربائية والبطاريات يؤكد الساعدي انه “في نهاية المطاف سيكون المستقبل للسيارات الكهربائية والطاقةً النظيفة سيعتمد نجاح الاستثمار في الليثيوم على التحولات الكبرى في تكنولوجيا الطاقة مع توقعات باستمرار نمو الطلب على السيارات الكهربائية وخصوصا بعد أن انخفضت اسعارها وبدأت في متناول الجميع وتوسع شبكات الطاقة المتجددة”، لافتا الى أن “الليثيوم سيظل معدن المستقبل لكن يتعين على المستثمرين التحلي بالرؤية المستقبلية للاستثمار الآمن”.