تحليلاتخاص

 ضاري وشعلان.. ثورة العشرين، الذاكرة الوطنية و دعوات كبح الأصوات النشاز

 

بغداد/ عراق اوبزيرفر

جدل تعيشه الأوساط في العراق، بعد خروج علي سمير صبيح، وتذكيره بقصيدة والده سمير صبيح، والتي نال فيها من ثورة العشرين، والشخصيات المشاركة فيها، تحديداً الشيخ ضاري الحمود، ملمحاً إلى خطورة سرقة النصر، في إشارة إلى مشاركة الحشد الشعبي في مواجهة تنظيم داعش.

وسادت حالة من التراشق الإعلامي عبر منصات التواصل الاجتماعي، بشأن ما حصل، حيث رد العديد من الأشخاص والشعراء على هذا الانتقاد، فيما تضامن آخرون مع علي سمير، باعتباره أعاد قصيدة لوالده، وإن كانت مثيرة للجدل. بين هذا وتلك، ساد خطاب وسط، يدعو إلى ترك الماضي، والتركيز على الحاضر والمستقبل، للحفاظ على أمن المجتمع واستقراره.

وفي خضم هذه النقاشات، تصاعدت الدعوات للالتفات إلى الواقع الميداني وضرورة الانتباه إلى المخططات الرامية إلى تفكيك المجتمع من قبل الأعداء، خاصة أن ثورة العشرين كان لها دور محوري في تاريخ العراق، بمشاركة جميع مكوناته ومن كل الأطياف.

وبدلاً من الغوص في مسائل خلافية وتاريخية، تبرز الحاجة العراقية للتوجه نحو الإصلاح المجتمعي والأخلاقي، فضلاً عن ضرورة بناء مجتمع متماسك ومترابط، وهو ما يتطلب تجاوز الأحقاد التاريخية والتركيز على القيم المشتركة والتحديات الحالية، كالأمنية والسياسية والاقتصادية، لا سيما مع أهمية تعزيز الوحدة الوطنية والعمل على تحقيق تطلعات الشباب العراقي في مجتمع يسوده العدل والمساواة، وتوفر الحياة الكريمة.

 

وفي هذا السياق، يرى الدكتور وهاب العبيدي، أستاذ علم التاريخ في الجامعة العراقية، إن ” التفاتنا المستمر إلى أحداث الماضي لا يجب أن يعطل تقدمنا نحو المستقبل، لقد عانى العراق بما فيه الكفاية من الانقسامات والنزاعات، وحان وقت تعزيز الوعي بأهمية التلاحم الوطني والعمل الجماعي”.

وأضاف العبيدي لـ”عراق أوبزيرفر”: “يجب أن نتعلم من تاريخنا.. ولكن دون أن يكون ذلك على حساب استقرارنا ومستقبلنا.”

ما هي ثورة العشرين؟

في يوم 25 حزيران من عام 1920، رفعت عشيرة الظوالم وهي فرع من بني حجيم راياتها في محافظة المثنى، معلنة الحرب على الإنجليز، ليُستدعى الشيخ شعلان أبو الجون وهو رئيس عشيرة الظوالم إلى السراي الحكومي، وقد أبدى الشيخ شعلان كثيرا من الشراسة في مقابلته مع المعاون الحاكم السياسي في الرميثة الملازم هيأت مما دفع الأخير إلى حجزه وتوقيفه في السراي لكن تم تحريره بعد ذلك.

أما الشيخ ضاري فقد كان له دور في تفجير الثورة حيث أن الحاكم الإنجليزي في حينها الكولونيل ليتشمان طلب منه رفض الشيخ في بادئ الأمر المثول أمامه بعد إرسال الطلب إليه مرارا ذهب الشيخ ضاري وبرفقته أولاده خميس وسليمان و21 رجل مسلح من قبيلة زوبع، حيث قتل هناك لجمن بسبب مشاحنة مع الشيخ ضاري، في وقائع سجلتها كتب التاريخ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى