اقتصادالمحرر

العملات الرقمية تقتحم عالم المبيعات النفطية

 

عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر

كشف تقرير صادر عن موقع moderndiplomacy الأميركي انضمام السعودية إلى نظام تحويل الأموال mBridge، الذي يتيح إجراء معاملات عبر الحدود الفورية منخفضة التكلفة، ويعتبر منافساً لنظام Swift. ومع انضمام السعودية، سيتم بيع النفط إلى الصين عبر هذه المنصة، مما يؤدي إلى ظهور ما يُعرف بـ “البترو-يوان”. يُذكر أن الصين، التي تحتفظ باحتياطيات من العملات الأجنبية تبلغ 3.2 تريليون دولار، لم تصرح أبداً بأنها تسعى للإطاحة بالدولار، إلا أن التحركات الأخيرة قد تُضعف هيمنته.

في عام 2023، بلغت واردات الصين من النفط الخام من السعودية حوالي 63 مليار دولار أمريكي. وعلى نفس المنوال، قام نظام “سويفت” بتحويل نحو 150 تريليون دولار أمريكي، منها حوالي 59 بالمئة بالدولار الأمريكي. هذا التفاوت يوضح أن التأثير العالمي لـ”البترو-يوان” سيكون صغيرًا من حيث القيمة الحقيقية ولكنه كبير على الساحة الجيوسياسية.

باستخدام “البترو-يوان”، ستتمكن الصين من شراء النفط بعملتها الخاصة بدلاً من الدولار، مستفيدة من العملة الرقمية للبنك المركزي الصيني. بينما قد يكون تأثير “البترو-يوان” العالمي متواضعًا، إلا أن عملية التخلص من الدولار قد تكون بطيئة ولكنها محتملة.

نظام “إم بريدج” يعزز التحويلات المالية المباشرة بين الدول النامية بدون الحاجة للدولار، مما يزيد من سيولة السوق ويقلل من التكاليف المرتبطة بالمعاملات المالية. من المتوقع أن يؤدي استخدام العملات الرقمية للبنوك المركزية في التجارة بين هونغ كونغ، كوريا، اليابان، والصين إلى تقليل الاعتماد على الدولار في حوالي 20 بالمئة من تجارة الصين البالغة 5 تريليونات دولار أمريكي.

من المتوقع أن يكون التراجع عن الدولار بطيئًا ولكن لا يجب تجاهله. يتجاهل الخبراء غالباً التغييرات الدقيقة والعميقة التي قد تجلبها الدول التي تستخدم نظام “إم بريدج” والعملات الرقمية للبنوك المركزية. النظام الجديد يوفر تحويلات أسرع، تكاليف أقل، ومقاومة أكبر للعقوبات، مما يجعله جذابًا للعديد من الدول. قد يكون التخلّص من الدولرة بطيئًا في البداية، لكنه قد يتسارع بسبب صدمة اقتصادية أو كارثة مالية في المستقبل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى