تحليلاتخاص

“شخابيط” ورسائل غرام تشوّه النُصب التذكارية.. تلوث بصري بمعالم بغداد 

 

بغداد/ عراق اوبزيرفر

تشهد العاصمة العراقية بغداد والمحافظات الأخرى ظاهرة غير حاضرية تتمثل في الكتابة على النصب التذكارية والتماثيل والمواقع الأثرية، مما يعكس غياباً واضحاً للذوق العام واحترام التراث الوطني.

وتتعرض هذه النصب، التي تُعتبر جزءاً لا يتجزأ من التراث الثقافي والتاريخي للعراق، لتشوه بصري كبير نتيجة الكتابة العشوائية عليها، ما يؤدي إلى غياب ملامحها الأصلية وتوسخها، للتتحول إلى مشاهد تفتقر إلى الجمال التي كانت يميزها سابقاً، وهو ما يعد “جريمة” تمارس بحق التراث الثقافي.

ابتذال

وتمنح الكتابة على النصب التذكارية هذه المعالم مظهراً من الابتذال، حيث يتهافت الكثيرون على كتابة ذكرياتهم وأسمائهم، معتقدين بأن ذلك يخلد وجودهم أو يعبر عن مشاعرهم، إلا أن هذه الممارسات تفقد النصب قيمتها وتجعلها مجرد جدران تُخط عليها الكلمات بلا هدف ولا معنى.

من أبرز النصب التي تعرضت لهذه الظاهرة نصب التحرير في ساحة التحرير، الذي يُعتبر من أهم النصب التي تحمل قيمة تاريخية وفنية عالية، ولكنه يعاني من الكتابة العشوائية التي شوهت مظهره، وكذلك نصبي الشاعرين المتنبي ومعروف الرصافي، اللذين تعرضا أيضاً لتشوهات بصرية نتيجة الكتابة عليهما، ونصب الثقافة قرب متنزه الزوراء الذي يعاني من نفس الظاهرة بسبب تردد الكثير من الزوار عليه، ونصب شهريار وشهرزاد في شارع أبي نؤاس، اللذين يعانيان من التشوهات البصرية بسبب الكتابة العشوائية عليهما.

وقال الباحث في تاريخ بغداد، رشدي الحسيني، إن “ما يحصل يبعث على الأسف، فهناك غياب للوعي والثقافة بين الجيل الحالي، بشأن هذه النصب، وضرورة المحافظة عليها وعدم تخريبها أو الكتابة عليها”.

وأضاف الحسيني لـ”عراق أوبزيرفر” أن “على الحكومة إيجاد آلية واضحة للسيطرة على هذه الظاهرة التي استفحلت بالفعل، بحيث أن اغلب النصب تعرضت لهذا التشوه، لكن لا زالت الإجراءات غائبة، وكأن الحكومة والسلطات غير موجودة أصلاً”.

وتفتقر السلطات الأمنية إلى الإجراءات الرادعة التي تمنع مثل هذه الممارسات، مما يعزز من انتشار الظاهرة ويجعل من الصعب السيطرة عليها، كما أن هناك نقصا واضحا في تطبيق القوانين التي تحمي التراث الثقافي وتمنع التشويه البصري للنصب والتماثيل.

تتزايد الدعوات لاعتماد آليات واضحة وصارمة لمنع تشويه المعالم الأثرية والنصب التذكارية، وهو ما دعا أمانة بغداد، لإطلاق حملة “الذوق وعي” لمواجهة هذه الظاهرة.

وقال المتحدث باسم أمانة بغداد، محمد الربيعي، إنه “تم تخصيص شعب في البلديات الـ14 بالعاصمة معنية بـ(الذوق العام) وترتبط بالمدير العام مباشرة وقسم الوعي والإعلام”.

وأضاف الربيعي، في تصريح صحفي، إن “مسؤولية هذه الشعب هو الخروج في حملات والقيام بجرد كل ما هو يعد تشوهاً للذوق البصري، فضلاً عن العمارات التي فيها مشكلات تثير الرأي العام وتعد مشوهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى