حواءعلوم وتكنولوجيامنوعات

نساء إفتراضيات..الذكاء الإصطناعي وعلاقته بالجمال

عواصم/ متابعة عراق اوبزيرفر

وفي أيامنا هذه، برز الذكاء الاصطناعي بوصفه تقدما تكنولوجيا قويا، مما أثار الانبهار والقلق، كما أحدث تطويره ثورة في كيفية عملنا وتواصلنا وحتى إدراكنا لأنفسنا، وأثار استخدمه مناقشات بشأن تأثيره المحتمل على تشكيل جوانب مختلفة من الحياة اليومية والمجتمع والتأثير عليها، أحد هذه المجالات هو إدامة معايير الجمال، التي غالبًا ما يتم انتقادها لأنها تروج للمعايير غير الصحية.

ويعمل الذكاء الاصطناعي عن طريق جمع كميات هائلة من البيانات من مصادر مختلفة مثل المنشورات الصحفية على الإنترنت والأوراق الأكاديمية والكتب والمدونات ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يستخدمها المطورون لتدريب برامج الذكاء الاصطناعي، وتمكينها من أداء المهام وإنشاء المحتوى.

وفي العصر الرقمي، حيث يريد الجميع إثبات أنه ليس لديهم عيوب، ساهمت وسائل التواصل في إدامة جميع أنواع معايير الجمال الوهمية على مر السنين، والآن يفعل الذكاء الاصطناعي ذلك من جديد حتى أصبح من الصعب تمييز “البشر” الذين يتم إنشاؤهم بواسطة الذكاء الاصطناعي عن البشر الحقيقيين، ونتيجة لذلك، أصبح الناس أقل تصديقًا لما تخبرهم به أعينهم.في أبريل/نيسان 2017، بدأت صور عارضة أزياء في منتصف العشرينيات من عمرها تُدعى شودو غرام بالظهور على موقع إنستغرام. كانت تتمتع ببشرة بنية داكنة مضيئة وملامح متناسقة تمامًا، وفي سلسلة من الصور، كانت ترتدي حلقات العنق المرتبطة بقبيلة نديبيلي في جنوب أفريقيا.

وسرعان ما اجتذب جمالها الغريب المتابعين، حيث تمت مشاركة صورها على صفحات تحتفي بالنساء ذوات البشرة الملونة، مصحوبة بوسوم مدح مثل “الأسود جميل” (blackisbeautiful)، في إشارة إلى حركة ثقافية بدأت خلال ستينيات القرن الماضي على يد أميركيين من أصول أفريقية.

في صور نُشرت في أغسطس/آب 2017، ارتدت غرام قميصًا أصفر نابضًا بالحياة من ماركة الملابس “سول سكاي” (SOULSKY)، علامة تجارية للملابس الكاجوال والرياضية. وجاء في تعليق على إحدى الصور “لا أستطيع أن أصف مدى امتناني للعلامة التجارية سكاي سول لإرسالها لي هذا القميص الجميل”، مع الإشارة إلى مصمم الشركة الذي أعاد بعد ذلك نشر الصورة على موقع الشركة، وما زالت حتى اليوم تتصدر الصفحة الرئيسية للموقع.أعرب معظم المتابعين على إنستغرام عن إعجابهم بجمال غرام، رغم وجود بعض الأصوات المعارضة. وكتب أحد المعلقين “أشعر بأنه يجب عليك أن تخبرني عندما يكون الأشخاص الذين يعرضون ملابسك ليسوا في الواقع أشخاصا”.الجمال في عصر الذكاء الاصطناعي

تغيرت معايير الجمال الأنثوي عبر الزمن، فإذا نظرنا إلى العصر الكلاسيكي اليوناني، تبرز عبارة “الجسد الجميل يعد بروح جميلة” لسقراط. في هذا الوقت، كان يُعتقد أن النسب المثالية هي المفتاح لامرأة جميلة.

في عصر النهضة، تمت الإشارة إلى قانون الجمال من خلال لوحة “ولادة فينوس” للفنان الإيطالي ساندرو بوتيتشيلي التي أنجزها في منتصف ثمانينيات القرن الخامس عشر، وكانت المعايير تنحصر في البشرة البيضاء، والخدود الوردية، والعيون الكبيرة الواضحة، والشفاه الحمراء.

بين عامي 1950 و1960، ظهرت الممثلة الأميركية مارلين مونرو بوصفها واحدة من أكثر رموز الجنس شعبية في الخمسينيات، وقامت النساء بتبييض شعرهن مثلها، كما حظي الجسم الشبيه بالساعة الرملية بشعبية كبيرة كأكثر الأجسام جمالًا وجاذبية، وارتدت معظم النساء المشدات و”الكورسيهات” لتحقيق هذا الشكل.منذ ظهورها لأول مرة، أثارت عارضة الأزياء الرقمية شودو غرام نوعًا مختلفا من الجدل، ينبع من حقيقة مفادها أنها امرأة سوداء مبتكرها هو رجل أبيض يبلغ من العمر 28 عامًا، وهو المصور البريطاني والفنان الرقمي المقيم في لندن كاميرون جيمس ويلسون، مؤسس “ذا ديجيتالز” (The Diigitals)، أول وكالة عارضات أزياء رقمية بالكامل في العالم، ومبتكر 7 مؤثرين افتراضيين بما في ذلك “كوفي” (Koffi) و”برين” (Brenn) و”داجني” (Dagny) و”آسبن” (Aspen) و”غالكسيا” (Galaxia) وغيرهم.

كانت هذه الانتقادات الواسعة النطاق موجهة للوجه الرقمي الأسود، وتحمل شكلا من أشكال العنصرية، لكن كل هذا تغيّر بعد أن قدمت علامات تجارية، مثل “فنتي بيوتي” (Fenty Beauty) لمستحضرات التجميل و”سامسونغ” (Samsung) وشركة “سمارت كار” (Smart Car) ومجلة “كوزموبوليتان” (Cosmopolitan) الدولية، أعمالا للمرأة.

تحدت شودو غرام تصورات معايير الجمال في صناعة الأزياء، وتصدرت حملة دار الأزياء الفرنسية الفاخرة “بالمان” (Balmain) قبل خريف 2018، وحملة شركة الملابس الرياضية الإيطالية “أليس” (Ellesse). علاوة على ذلك، ظهرت على السجادة الحمراء في حفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون “بافتا” (BAFTA) لعام 2019، وفي تجربة فيديو في “دبي مول” لصالح مجلة “ڤوغ” المعنية بالموضة وأسلوب الحياة العربية، وأيضًا في صحيفة “ذا نيويوركر” وغيرها العديد.على سبيل المثال، عندما يطلب المستخدم وصفة أو صورة، تقوم خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات المجمعة لتقديم استجابة مناسبة، ومع ذلك، فإن الاعتماد على مثل هذه البيانات يثير أيضًا مخاوف بشأن تحيزات المجتمع التي يمكن تضمينها في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

 

لا معايير للجمال في عصر المؤثرين المزيفين

تتحسن الصور المولدة بالحاسوب حتى أصبحت في متناول الأشخاص الذين يرغبون في تجربة الفن الثلاثي الأبعاد بأنفسهم. بفضل التقدم التكنولوجي، أصبح المؤثرون موجودين الآن على وسائل التواصل، وهذا الاتجاه آخذ في النمو.

ويعمل هؤلاء المحبوبون الرقميون على طمس الخطوط الفاصلة بين الواقع والعالم الافتراضي، ويعيدون تعريف التسويق المؤثر، ويثيرون أسئلة رائعة حول الأصالة والاتصال في العصر الرقمي.

منذ ظهورها لأول مرة، أثارت عارضة الأزياء الرقمية شودو غرام نوعًا مختلفا من الجدل، ينبع من حقيقة مفادها أنها امرأة سوداء مبتكرها هو رجل أبيض يبلغ من العمر 28 عامًا، وهو المصور البريطاني والفنان الرقمي المقيم في لندن كاميرون جيمس ويلسون، مؤسس “ذا ديجيتالز” (The Diigitals)، أول وكالة عارضات أزياء رقمية بالكامل في العالم، ومبتكر 7 مؤثرين افتراضيين بما في ذلك “كوفي” (Koffi) و”برين” (Brenn) و”داجني” (Dagny) و”آسبن” (Aspen) و”غالكسيا” (Galaxia) وغيرهم.

قطعت غرام خطوات كبيرة في الدفاع عن الجنس البشري الافتراضي بعد أن كان هناك نوع من التحيز ضد عارضات الأزياء ذوات البشرة السوداء، ومن النادر اختيارهن للترويج للعلامت التجارية العالمية، لذا فهي تمثل السمراوات وتستلهم منهن، وكما يقول كاميرون، فإن الهدف من إنشاء غرام هو نشر التمكين والشمولية.

من خلال تصميمها، تقتدي غرام بعارضات أزياء حقيقيات، إذ إن عينيها مستوحاة من عيون عارضة الأزياء الصومالية زارا محمد عبد المجيد مع تجاويفها العميقة الجميلة، لكن مظهرها مستوحى من دمية باربي المسماة “أميرة جنوب أفريقيا”، التي ترتدي حلقات حول رقبتها، مثل غرام.

بدأت ردود أفعال وسائل التواصل تجاه شودو غرام تتغير، ومن الغريب أنه حتى أولئك الذين يبدو أنهم يعرفون أنها ليست بشرية يستمرون في التعبير عن إعجابهم بجمالها، وكان من بين معجبيها مشاهير سود مثل الممثل الأميركي مايكل بي جوردان، والملحنة أليسيا كيز، والممثلة الأميركية تايرا بانكس، وعارضة الأزياء البريطانية ناعومي كامبل، التي انتقدت في الماضي صناعة الأزياء بسبب افتقارها التاريخي إلى تمثيل السود.

ولم تكن غرام أول عارضة أزياء افتراضية اقترنت بالشخصيات المؤثرة في عالم الموضة والأزياء، فقد سبقتها الشابة البرازيلية الأميركية المنمشة ميكيلا سوزا، أو ليل ميكيلا، التي تعرض الملابس والإكسسوارات وتروِّج للقضايا الاجتماعية على وسائل التواصل منذ ظهور أول منشور لها على إنستغرام يوم 23 أبريل/نيسان 2016.

ميكيلا هي حاليًا أحد المؤثرين الافتراضيين الرائدين في العالم، ولديها الآن أكثر من 2.6 مليون متابع على إنستغرام، وأيضًا 1.1 مليون متابع على فيسبوك، و276 ألف مشترك على يويتوب، و3.5 ملايين متابع على تيك توك، وهي تنشر بشكل رئيسي مواضيع عن الموضة وأسلوب الحياة وحياتها الافتراضية.

كموسيقية، أصدرت ميكيلا العديد من الأغاني الفردية وبالتعاون مع المصدر الأول لموسيقى التمارين الرياضية في العالم “باور ميوزيك”. علاوة على ذلك، فإن موسيقاها متاحة على سبوتفاي وسوندكلاود ويوتيوب ميوزيك، وقد تم تشغيل أغنيتها “نوت ماين” (Not Mine) ما يقرب من 1.5 مليون على سبوتيفاي.

وبعد أن تم اختيارها كواحدة من أكثر الأشخاص تأثيرًا في مجلة “تايم” في عام 2018، ظهرت في إعلانات دار الأزياء الإيطالية الفاخرة “برادا” (Prada)، وبدأت مهنة الغناء، وظهرت في حملة دار الأزياء الأميركية “كلفن كلين” (Calvin Klein)، وعملت مع علامات تجارية مثل سامسونغ وسلسلة المتاجر الأميركية “بارنيز” (Barneys)، وشركة الأحذية الأميركية “يو جي جي” (UGG) المعروفة في المقام الأول بأحذية جلد الغنم، ودار الأزياء الفرنسية “بالنسياغا” (Balenciaga) وشركة “شانيل” (Chanel) الفرنسية لتصميم الأزياء الراقية، وشركة الملابس الأميركية “آوتدور فوايسيز” (Outdoor Voices).

كما تم تصويرها مع العديد من المشاهير بما في ذلك الممثلة وعارضة الأزياء البريطانية ميلي بوبي براون، والكوميدي الأميركي شين داوسون والموسيقي والملحن الأميركي نايل جريجوري رودجرز جونيور، علاوة على ذلك، فقد ظهرت في العديد من الصحف مثل “فوغ” و”الغارديان” و”ذا كت” (The Cut)، و”ريفاينري 29″ (Refinery29).

تم تصميم ميكيلا وشودو وغيرهما من المؤثرين الافتراضيين باستخدام رسوميات حاسوبية، ويمتلك منشئوهم حسابات خاصة بهم في وسائل التواصل الاجتماعي، ويمكن أن يكون هؤلاء المبدعون أفرادًا أو شركات أو وكالات وسيطة أو علامات تجارية.

على سبيل المثال، ترددت شائعات عن عارضة الأزياء البريطانية إميلي بادور بأنها عارضة الأزياء والموسيقية ليل ميكيلا، لكن في عام 2018 أعلنت شركة “برود” (Brud)، وهي شركة ناشئة يوجد مقرها في لوس أنجلوس بقيادة تريفور ماكفيدريس، أنها هي مَن ابتكرت ميكيلا.

ويتصرف المؤثرين الافتراضيون مثل نظرائهم الحقيقيين الذين ينشرون الصور ومقاطع الفيديو من حياتهم، ويضمن منشئوهم منحهم حياة اجتماعية وحياة عمل وآراء شخصية وآراء سياسية وعلاقات وما إلى ذلك.

على سبيل المثال، تقضي غرام وقتها في التقاط الصور في مواقع التصوير الغامضة لعرض قطع الأزياء المبهرة، ولديها 240 ألف متابع على إنستغرام، من بينهم العديد من الأصدقاء الافتراضيين، وتبدو دائمًا في أفضل حالاتها.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، اقتحمت مؤثرة مغربية افتراضية مصنوعة بالذكاء الاصطناعي تدعى كنزة ليلى مجالي الموضة والجمال، وتعرف نفسها بأنها “روح افتراضية”، ووصل عدد متابعيها إلى أكثر من 190 ألف متابع منذ تدشين حسابها على إنستغرام.

 

وأصبحت كنزة حديث وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب بعد مشاركتها صورا وفيديوهات ليومياتها بإطلالات ذات طابع مغربي، وساعدت قدرتها على الحركة والتفاعل مع جمهورها بلهجة مغربية محلية متقنة في جذب المعلنين إلى حسابها للترويج لماركات ومنتجات الموضة والجمال والمعالم السياحة المغربية، حتى إن المتابعين لم يصدقوا أنها مصنوعة بالذكاء الاصطناعي بسبب التلقائية التي تتحدث بها.

الكشف عن معايير الجمال المشوهة

لا يقتصر صعود الذكاء الاصطناعي في الموضة على عارضات الأزياء الافتراضيات اللاتي يعرضن الملابس، بل هناك أيضًا الشخصيات المؤثرة على وسائل التواصل والتي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، والتي تأسر الجماهير بموجزاتها المنسقة وجمالها الخالي من العيوب، وكل ذلك يتم تقديمه بواسطة الخوارزميات.

ويصبح تأثير الذكاء الاصطناعي على معايير الجمال واضحًا بالنظر إلى دراسة أجرتها منظمة “مشروع البوليميا” (The Bulimia Project). في هذه الدراسة، طلب الباحثون من العديد من نماذج توليد الصور بالذكاء الاصطناعي الشهيرة -من مثل “Dall-E 2″، و”Stable Diffusion”، و”Midjourney”- إنشاء صور للحصول على رؤى حول صور الجمال والجسم المثالي لكل من الرجال والنساء، والتي يتم الترويج لها على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكشفت النتائج التي استندت إلى صور الجمال من وسائل التواصل عن معايير بعيدة المنال تروج لها الخوارزميات، ويعزز انتشارها بين المستخدمين توقعات غير واقعية، ولهذه المعايير آثار كبيرة على الصحة العقلية، حيث تساهم في مشاكل مثل اضطرابات الأكل وتدني احترام الذات.

وكشفت الدراسة أيضًا عن بعض التحيزات التي يقوم عليها استخدام التكنولوجيا في قطاع التجميل. على سبيل المثال، تم تصوير النساء بشكل غير متناسب بشعر أشقر بينما يميل لون شعر الذكور إلى أن يكون أكثر قتامة، كما أظهرت الصور تحيزًا عاما تجاه العارضات ذوات البشرة الزيتونية والعيون البنية للنساء من الجنسين.

وتعكس هذه الصور تأثير كلا من تقنيات التصوير الفوتوغرافي الاحترافي واستخدام الفلاتر على وسائل التواصل مثل سناب شات، حيث أظهر ما يقرب من 40% من صور الرجال والنساء، التي تم إنشاؤها بواسطة مولدات الصور بالذكاء الاصطناعي التي يتم تدريبها على مثل هذا المحتوى، أنواعًا غير واقعية من الأجسام، مما أدى إلى إدامة معايير الجمال غير الواقعية.

ويشير الباحثون إلى أن هذا قد يكون انعكاسًا لميل خوارزميات الوسائط الاجتماعية التي يراها المستخدمون مدة أطول من الوقت ولكن الأمر الأكثر بروزًا هو المظهر المشوه إلى حد ما للعديد من الشخصيات التي تم إنشاؤها مع تحديد العضلات المبالغ فيه والجذوع الممدودة وملامح الوجه الحادة والمصطنعة بشكل غير طبيعي.

وكما يوضح “مشروع بوليميا”، فإن هذه الصور تقدم لمستخدميها معايير جمال غير واقعية ولا يمكن تحقيقها في الغالب، والتي يمكن أن تؤدي إلى مشكلات حادة تتعلق باحترام الذات بين المستخدمين الضعفاء.

في أعقاب هذا البحث، شجع “مشروع بوليميا” المستخدمين على تجنب مقارنة أنفسهم بالصور التي تصور معايير الجمال المثالية خاصة أنهم يدينون بوجودها إلى التلاعب بالصور بدلاً من أي منتج أو نظام تجميل.

ولطالما تعرضت وسائل التواصل الاجتماعي منذ مدة طويلة لانتقادات لعرضها أنواع الجسم المثالية التي غالبًا ما تكون بعيدة المنال بالنسبة لغالبية المستخدمين، ويتم تصويرها على حسابات وسائل التواصل مثل تيك توك وإنستغرام وسناب شات، وتسهم هذه الوسائل في إدامة معايير الجمال غير الواقعية، خاصة بين الأفراد الضعفاء بمن في ذلك الأطفال.

معادلة جديدة لمعايير الجمال

في السنوات الأخيرة، تركت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي علامة لا تمحى على كل صناعة تقريبًا، حيث وصلت إيرادات السوق صناعة الذكاء الاصطناعي إلى 86.9 مليار دولار في عام 2022، وفقًا لمجلة “فوربس”، ويُتوقع أن تستمر مداخل الذكاء الاصطناعي في الزيادة لتصل حجم السوق إلى 407 مليارات دولار بحلول عام 2027.

ولم يكن قطاع التجميل استثناءً، فقد أحدثت التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي تحولاً جذريا في كيفية تفاعل المستهلكين مع منتجات التجميل وتجار التجزئة، بدءًا من تطبيقات التجربة الافتراضية وحتى توصيات العناية بالبشرة المخصصة.

وتظهر مولدات الصور المجانية والمدفوعة عبر الإنترنت أشخاصًا غير موجودين يتم استخدامهم في الموضة والتسويق، وهم جميعًا منتشرون على وسائل التواصل الاجتماعي.

على سبيل المثال، وفقًا لصحيفة “الإندبندنت”، فإن “الناس مهووسون بشخصية مؤثرة افتراضية تعمل في مجال الذكاء الاصطناعي تدعى ميلا صوفيا”.

الفتاة الافتراضية التي تبلغ من العمر 24 عامًا ويُشار إليها أحيانًا على أنها في عمر 19 عامًا، هي أحدث مؤثرة افتراضية في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تصدرت العناوين الرئيسية في الأشهر الأخيرة، وارتفعت شعبيتها على وسائل التواصل، حيث يشارك منشئها مظهرها المصطنع مع أكثر من 158 ألف متابع على إنستغرام، وحوالي 130 ألف متابع على تيك توك حتى الآن.

 

المصدر/ الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى