عربي ودولي

الغارديان: السويد تغادر الحياد إلى خط النزاعات

ستوكهولم/ متابعة عراق أوبزيرفر

دخلت السويد مرحلة جديدة بإتمام شروط انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو”، وصفها تقرير لصحيفة “غارديان” البريطانية بأنها “وداع طويل للحياد”.

وأكد التقرير أن ذلك يعني تغييرًا جذريًّا في الهوية الوطنية للسويد، ودخولها على خط الحروب والنزاعات.

وبحسب التقرير، كانت السويد، منذ عدة أشهر سابقة، تستعد لهذه اللحظة، وتتصرف كأنها عضو كامل العضوية في حلف شمال الأطلسي.

وأشار في هذا السياق إلى أن السويد وقَّعت اتفاقًا مع الولايات المتحدة يتيح لها الوصول الكامل إلى 17 من قواعدها العسكرية، وبدأت في إجراءات الانضمام إلى حلف الناتو، بل وأعلنت عن خطط لإرسال قوات إلى لاتفيا.

وداخليًّا، استأنفت البلاد الخدمة المدنية الإجبارية، وهو شكل من أشكال الخدمة الوطنية التي تم تفكيكها بعد الحرب الباردة. وسيتم استدعاء نسبة صغيرة من السكان للخدمة العسكرية ضد إرادتهم. كما إن عضوية حلف شمال الأطلسي تتطلب زيادة الإنفاق الدفاعي المحددة بـ 2% من الناتج الإجمالي.

وأشار التقرير إلى الصعوبات التي واجهت تحقيق عضوية السويد في الناتو التي بدت بعيدة كل البعد عن كونها صفقة محسومة.

وعلى العكس من فنلندا التي نالت عضويتها في غضون أشهر، أدت سلسلة من حوادث حرق القرآن الكريم في السويد إلى تأجيج العلاقات مع تركيا؛ ما جعل “نعم” من أنقرة تبدو غير مرجحة، وفي بعض الأحيان لا يمكن تصورها.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، انخرطت حكومة المجر التي يترأسها فيكتور أوربان في حرب كلامية عامة مع السويد بسبب انتقادات للديمقراطية المجرية والتعليم في المدارس السويدية؛ ما جعل موافقة المجر تتأخر كثيرًا.

ولفت التقرير إلى الأهمية الإستراتيجية التي يمثلها انضمام السويد للناتو، إذ سيُتيح هذا الانضمام لدول حلف شمال الأطلسي الوصول إلى الأراضي السويدية ويحوّل بحر البلطيق إلى “بحر حلف الناتو”.

وفي السياق، قالت إيما روزنغرين، زميلة الأبحاث في المعهد السويدي للشؤون الدولية “إن السويد ربما تكون للناتو بمثابة مركز لوجستي للتخطيط الدفاعي، بما في ذلك نقل الأفراد والعتاد إلى جبهة حرب مستقبلية مُتخيَّلة”.

 وخلص التقرير إلى أن عضوية السويد، التي كانت غير واردة إطلاقًا لدى السويديين وتبدلت كليًّا بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا، شكلت قرارًا تاريخيًا حظي بإجماع حزبي سويدي، وتحول إلى حقيقة.

يذكر أن البرلمان المجري أقرَّ، الاثنين، مشروع قانون يسمح للسويد بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ما يمهد الطريق أخيرًا أمامها للانضمام إلى الحلف، كون المجر هي الدولة الأخيرة من 31 عضوًا في الحلف التي تصادق على عضوية السويد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى