
بغداد/ عراق أوبزيرفر
واقترب العام 2024 من نهايته محملاً بحروب واغتيالات وسقوط أنظمة، حث أحدثت هذه الأحداث تغيرات كبيرة على الساحتين اللبنانية والسورية، فضلاً عن تهديدات تنظيم داعش المستمرة.
وظهرت مؤشرات تنذر بإمكانية استمرار التحالف الدولي في البقاء بالعراق، وبالرغم من الموعد المعلن رسميًا بانسحاب القوات الأمريكية في عام 2025، أشارت
تقارير دولية إلى أن متطلبات المرحلة قد تؤدي إلى بقاء هذه القوات بل وربما زيادتها.
وأثيرت أنباء عن وجود تحركات أمريكية بين العراق وسوريا، فضلاً عن وصول تعزيزات عسكرية من قاعدة العديد القطرية إلى القواعد الأمريكية في العراق.
وأوضح الخبير العسكري أحمد الشريفي أن “إعادة انتشار وتموضع القوات الأمريكية في المنطقة بين سوريا والعراق يأتي في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي وتحت مظلة القانون الدولي”.
وأوضح لـ”عراق أوبزيرفر” أن “الولايات المتحدة تناور بالقوات الموجودة لدعم مناطق التوتر، وليس جلب قوات جديدة، وأن هذه المناورة تشمل تعزيز القدرات القتالية في قواعد مثل عين الأسد وقاعدة التنف”.
وأضاف أن “هذه التحركات تهدف إلى سد الثغرات الناتجة عن الانسحاب الروسي وتراجع النفوذ الإيراني، كما تسعى واشنطن إلى إنشاء حزام أمني حول المناطق الحساسة مثل مخيم الهول ومنبج، مع استمرار التنافس بين الأكراد وتركيا في تلك المناطق”.
وقال الشريفي إن “التحركات الأمريكية تأتي ضمن إطار ترتيب الوضع الأمني بين سوريا والعراق، وتسعى إلى إيجاد تركيبة جديدة على مستوى مسك الأرض أمنياً”، مضيفاً أن هذه التطورات قد تؤثر على صانع القرار السياسي في العراق، خاصة في ظل الضغوط الأمريكية على الحكومة العراقية لتنفيذ تعهداتها بحصر السلاح بيد الدولة”.
تحصينات وتوسعات
وتعمل واشنطن على تعزيز وجودها في قاعدة حرير في أربيل، وبدأت فعلاً أعمال توسعة لتحصينها كنقطة تحشيد لمهام القوات الأمريكية، حيث تأتي هذه التحركات ضمن مساعيها لمواجهة الدور الإيراني ومحاربة الإرهاب.
وشهدت بغداد وأربيل العديد من الاجتماعات الأمنية مع قوات التحالف الدولي، حيث جرت مفاوضات طويلة امتدت لسنوات، فيما تعززت المخاوف في إقليم كردستان من تداعيات الانسحاب الأمريكي المحتمل.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نقلت عن مصدر سياسي رفيع المستوى عن عزم العراق تقديم طلب لإعادة النظر باتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من البلاد.
وكان مسؤولون أمريكيون قد أكدوا أن رئيس الحكومة العراقية أبدى ارتياحه خلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في 13 من كانون الأول الماضي، حول تلويح أمريكي بإعادة انتشار القوات الأمريكية في المنطقة في ظل الاضطرابات السورية.
من جهتها، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن وجود أكثر من 2500 جندي أمريكي في العراق، بالإضافة إلى بعض القوات المؤقتة الداعمة التي يجري نشرها بشكل دوري.