تحليلاتخاصعربي ودولي

تصعيد خطير في الشرق الأوسط .. هل تعود المياه إلى مجاريها؟

بيروت/ عراق أوبزيرفر

يبدو أن منطقة الشرق الأوسط مقبلة على مواجهة مفتوحة وساخنة، في ظل إصرار مختلف الأطراف على التصعيد وعدم الركون إلى لغة الحوار والتفاهم، خاصة الجانب الإسرائيلي، وهو ما شجع الأطراف الأخرى على الانخراط في عمليات عسكرية واسعة.

وأعلن حزب الله اللبناني إنه شن هجوما جويا بعدد كبير من المسيرات والصواريخ نحو العمق الإسرائيلي، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ ضربات واسعة في جنوب لبنان لإحباط “هجوم كبير” من قِبل حزب الله، وذلك فيما بدا أنه الرد المرتقب على مقتل القيادي في الحزب الله فؤاد شكر.

وذكر الحزب في بيان، أن الهجوم الجوي بدأ باتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقا، وقال إن هذا الهجوم يأتي في إطار “الرد الأولي على استشهاد القائد فؤاد شكر”.

وقال الحزب إن عمليته الجديدة بدأت “بهجوم جوي بعدد كبير من ‏المسيّرات نحو العمق الصهيوني واتجاه هدف عسكري إسرائيلي نوعي سيعلن عنه لاحقا”.

وأكد أنه وبالتزامن مع ذلك، تم استهداف “عدد من مواقع وثكنات العدو ومنصات القبة الحديدية في شمال ‏فلسطين المحتلة بعدد كبير من الصواريخ”، وأن عملياته ستأخذ وقتا، وبعد ذلك سيُصدر بيانا تفصيليا بشأن مجرياتها وأهدافها.

وقال الحزب، في بيان ثانٍ له منذ بدء هجومه، إن “عدد الصواريخ التي أُطلقت حتى الآن تجاوزت 320 صاروخا تجاه مواقع العدو”. وقال إن هجماته طالت 11 قاعدة وثكنة عسكرية “تم استهدافها وإصابتها” في شمال إسرائيل والجولان السوري المحتل، معلنا الانتهاء من “المرحلة الأولى” من الرد على اغتيال شكر.

في المقابل، شنّت إسرائيل عشرات الغارات على مناطق في جنوب لبنان، وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن “100 طائرة حربية إسرائيلية” شاركت في الهجوم على أكثر من 200 هدف بلبنان.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه وجّه الجيش للمبادرة لإزالة التهديدات، بعد رصد استعدادات من حزب الله لمهاجمة إسرائيل.

وأكد نتنياهو أن الجيش دمر آلاف الصواريخ التي كانت موجهة لشمال إسرائيل وأزال تهديدات أخرى، وأنه يعمل بقوة كبيرة لإزالة التهديدات عبر الدفاع والهجوم، حسب قوله.

ماذا يعني ذلك داخلياً؟

على الصعيد الداخلي، يتعرض كل من حزب الله وإسرائيل لضغوط كبيرة من قواعدهما الشعبية، حيث يسعى كل طرف لإظهار القوة والقدرة على الردع.

بالنسبة لحزب الله، فإن الهجوم على أهداف إسرائيلية يعزز صورته كقوة مقاومة في لبنان والعالم العربي، ويعيد تأكيد التزامه بمواجهة إسرائيل.

أما بالنسبة لإسرائيل، فإن الرد العنيف على حزب الله يعكس تصميم الحكومة الإسرائيلية على حماية أمنها القومي ومنع أي تهديدات محتملة من التنظيمات المسلحة على حدودها.

وتبدو منطقة الشرق الأوسط على حافة مواجهة كبيرة قد تعيد تشكيل موازين القوى في المنطقة، إذ التصعيد بين حزب الله وإسرائيل هو مجرد جزء من الصراع الأوسع الذي يشمل العديد من الأطراف الإقليمية والدولية.

ومع استمرار الهجمات المتبادلة، يبقى السؤال مطروحاً حول مدى استعداد الأطراف المعنية للجلوس إلى طاولة المفاوضات، أو ما إذا كان التصعيد سيستمر حتى يصل إلى نقطة اللاعودة.

كما أن هذه الهجمات جاءت في وقت حساس حيث تجري مفاوضات دولية مكثفة لوقف الحرب في غزة، مما يضيف تعقيدا إضافيا للوضع المتوتر بالفعل في المنطقة.

وبينما تسعى الأطراف الدولية إلى تهدئة التصعيد وإيجاد حلول دبلوماسية لوقف العنف في غزة، يأتي هذا التصعيد العسكري بين حزب الله وإسرائيل ليزيد من تعقيد المشهد ويهدد بإجهاض الجهود الرامية إلى تحقيق هدنة شاملة.

وتساءل مراقبون للأوضاع الإقليمية، عن أن تزامن هذه الهجمات مع المفاوضات الجارية يثير تساؤلات حول مدى تأثيرها على فرص نجاح تلك المفاوضات، ويجعل من الصعب تصور الوصول إلى تهدئة في ظل استمرار التوترات على أكثر من جبهة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى