بغداد/ عراق أوبزيرفر
تقدم ملحوظ حققه العراق خلال الفترة الأخيرة في قطاع الطاقة، لا سيما في مجال اكتشاف الغاز الطبيعي، إذ تمثل هذه الاكتشافات خطوة استراتيجية هامة نحو تحقيق الأمن الطاقي وتعزيز الاقتصاد بشكل عام، كما أنها تفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والتطوير في هذا القطاع الحيوي.
وفي السنوات الأخيرة، أعلنت الشركات النفطية والحكومة العراقية عن اكتشافات جديدة لرقع غازية في عدة مناطق، ومن بين هذه الاكتشافات، تبرز منطقة الأنبار كموقع رئيسي حيث تم الكشف عن مكامن غازية هامة.
ووفقاً لمصادر صناعية، فإن الاكتشافات الجديدة تتضمن كميات كبيرة من الغاز الجاف، وهو نوع من الغاز الطبيعي الذي يحتوي على نسب منخفضة من الكبريت ويدخل في العديد من التطبيقات الصناعية، حيث يستخدم هذا النوع من الغاز في توليد الطاقة، كوقود صناعي، وفي إنتاج المواد الكيميائية، ما يجعله مورداً مهماً للقطاعين الصناعي والطاقة.
وتعمل الحكومة العراقية على تعزيز استثمار هذه الاكتشافات من خلال شراكات مع شركات الطاقة العالمية، حيث تم توقيع اتفاقيات مع شركات متعددة الجنسيات لتطوير البنية التحتية اللازمة لاستخراج الغاز وتنقيته، كما تم الاتفاق على تنفيذ مشاريع لمدِّ أنابيب الغاز وتحديث محطات التكرير.
ويُعَدّ بناء البنية التحتية خطوة مهمة، حيث يتطلب استخراج الغاز الطبيعي وتوصيله إلى الأسواق تجهيزات معقدة تشمل خطوط الأنابيب، منشآت التكرير، ومحطات الضخ.
وتتطلب هذه المشاريع استثمارات ضخمة وتنسيقاً دقيقاً بين مختلف الأطراف المعنية، كما تعمل الحكومة على تحسين البيئة القانونية لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك تحسين شروط التعاقد وتبسيط الإجراءات البيروقراطية.
ورغم التفاؤل الذي يرافق اكتشافات الغاز الجديدة، إلا أن هناك مجموعة من التحديات التي تواجه عملية الاستكشاف والإنتاج، حيث تشمل هذه التحديات الحاجة إلى التكنولوجيا الحديثة والخبرة الفنية، بالإضافة إلى الظروف الجغرافية الصعبة التي قد تؤثر على عمليات الحفر والنقل.
فرص اقتصادية كبيرة
من جهة أخرى، فإن تطوير قطاع الغاز الطبيعي في العراق يفتح المجال لفرص اقتصادية كبيرة، فإلى جانب تحسين أمن الطاقة، فإن هذا القطاع يمكن أن يُسهم في خلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإيرادات الوطنية، وتعزيز النمو الاقتصادي، كما أن تصدير الغاز إلى الأسواق الدولية يمكن أن يوفر مصدراً مهماً للعوائد المالية.
وفي تصريح للخبير المتقاعد في مجال الغاز، الدكتور سامي الجبوري، الذي شغل منصباً في شركات الطاقة الكبرى، قال: “إن اكتشاف الرقع الغازية الجديدة في العراق يمثل فرصة استراتيجية هامة للبلاد إذ أنها توفر أساساً قوياً لتطوير القطاع الطاقي وتعزيز الاستقلالية الاقتصادية، ومع ذلك، من الضروري التركيز على تحسين البنية التحتية وتطبيق أحدث التقنيات لضمان استخراج الغاز بشكل فعّال وآمن، عبر التعاون مع الشركات العالمية بما سيعزز من قدرة العراق على استغلال هذه الموارد بشكل أمثل”.
وأضاف الدكتور الجبوري لوكالة “عراق أوبزيرفر” أن “التحديات التي تواجهها البلاد تشمل الحاجة إلى تطوير القدرات الفنية المحلية وزيادة الكفاءة التشغيلية، فضلاً عن إدارة الموارد بشكل مستدام لضمان تحقيق فوائد طويلة الأمد”.