
بغداد/ عراق أوبزيرفر
رغم التقدم التقني الذي شهدته العملية الانتخابية في العراق خلال السنوات الأخيرة، من اعتماد على التصويت الإلكتروني والبطاقات البايومترية، إلا أن الجدل حول نزاهة الانتخابات لا يزال حاضرًا بقوة.
وبين إشادات رسمية بتطور الأداء الانتخابي، وتحفظات من قوى سياسية ومراقبين، يبقى سؤال الشفافية والتزوير أحد أبرز التحديات التي تواجه الديمقراطية الناشئة في البلاد.
ويُشير مراقبون إلى أنه رغم اعتماد المفوضية العليا للانتخابات في العراق على تقنيات متطورة مثل البطاقة البايومترية، وأجهزة التصويت الإلكترونية والكاميرات الحديثة لتعزيز النزاهة ومكافحة التزوير، إلا أن تلك الإجراءات لم تكن كافية لضمان الشفافية الكاملة في الانتخابات السابقة.
وأوضحوا أن العديد من القوى السياسية والأحزاب وحتى بعض المنظمات تمكنت من التلاعب بهذه الأدوات وتحويلها إلى وسائل جديدة للتزوير، بدلًا من أن تكون ضمانات للنزاهة.
كما تم تعطيل عدد من أجهزة التصويت الإلكتروني في بعض مراكز الاقتراع، في حين ظهرت فروقات ملحوظة بين نتائج الفرز الإلكتروني ونظيره اليدوي، ما أثار المزيد من الجدل حول مصداقية العملية الانتخابية.
تطور لكن القلق باق
بدوره، أكد النائب محما خليل أن “العراق وصل إلى مراحل متقدمة في منع التزوير في العمليات الانتخابية، والتجربة الديمقراطية العراقية باتت أكثر نضجًا وثقة، رغم استمرار بعض الشكوك والاتهامات”.
وقال خليل في تصريح خاص لـ”عراق أوبزيرفر”، إن “الحكومة العراقية اتخذت خلال السنوات الماضية خطوات مهمة، من بينها اعتماد الانتخابات الإلكترونية والبطاقات البايومترية، بهدف تقليل فرص التزوير وضمان نزاهة العملية الانتخابية، إلا أن هذه الإجراءات لم تقضِ تمامًا على التزوير، حيث لا تزال هناك اتهامات وشكوك في بعض المراحل”.
وأضاف أن “حالات كهذه موجودة حتى في الدول المتقدمة، ولا يمكن القول إن أي نظام انتخابي في العالم خالٍ تمامًا من الخلل”.
وتابع خليل أن “العراق أثبت للآخرين أن تجربته الديمقراطية تسير في الاتجاه الصحيح، وقادرة على تحقيق نتائج إيجابية تخدم الشعب”، مؤكدًا أن “حدوث بعض الأخطاء أمر طبيعي في أي تجربة ديمقراطية، المهم هو العمل المستمر على معالجتها وتطوير المنظومة الانتخابية”.
وبحسب المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، يحق لنحو 28 مليون شخص المشاركة في التصويت، من بينهم مواليد عام 2007 الذين يُقدَّر عددهم بنحو مليون ناخب، ويصوتون للمرة الأولى هذا العام، وعليه أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، تسجيل أكثر من 70 حزبًا وتحالفًا استعدادًا للانتخابات البرلمانية المقبلة.