تحليلاتخاص

عملية أمنية مشتركة تثير أسئلة حول دور التحالف الدولي مع القوات العراقية

بغداد/ عراق أوبزيرفر

جاءت العملية الأخيرة للتحالف الدولي مع القوات العراقية في صحراء الأنبار، لتعطي مؤشراً على مجمل الأوضاع الامنية خاصة في المناطق الساخنة، قرب الحدود، كما أنها أعادت الحديث عن طبيعة العلاقة مع التحالف الدولي.

وشهدت المنطقة الحدودية مع سوريا عملية نوعية مشتركة بين القوات العراقية والتحالف الدولي ضد تنظيم داعش، تركزت هذه العمليات في صحراء الأنبار، وهي منطقة وعرة تضم العديد من المخابئ والملاذات للتنظيم الإرهابي، حيث جاءت هذه العمليات في وقت حساس حيث تتزايد المخاوف من قدرة داعش على إعادة تشكيل نفسه وتنفيذ هجمات جديدة.

وفقاً للتقارير، فقد أسفرت الغارات الجوية عن مقتل 15 عنصراً من داعش، من بينهم قيادات بارزة، كما أصيب سبعة جنود أمريكيين خلال العمليات، وقد تبع الغارات الجوية عمليات تفتيش على الأرض نفذها جهاز مكافحة الإرهاب العراقي، بالتعاون مع الفرقة الخامسة في الجيش العراقي، حيث أسفرت هذه العمليات عن العثور على 14 جثة لعناصر داعش، بالإضافة إلى ذخائر وأسلحة ومعدات تكنولوجية متقدمة.

وتلعب الولايات المتحدة دوراً محورياً في تقديم الدعم اللوجستي والتقني للقوات العراقية، إذ تشمل هذه المساعدة تقديم المشورة العسكرية، التدريب، وتوفير المعدات المتقدمة مثل الطائرات الحربية والمعدات الاستخباراتية.

في هذا السياق، أوضح الخبير الأمني أمير الساعدي أن التحالف الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، لديه إمكانيات استخباراتية متقدمة تساهم في تقديم معلومات دقيقة عن تحركات داعش ومواقعه، مشيراً في تعليق له إلى أن هذه المساعدة تأتي في وقت تحتاج فيه القوات العراقية إلى تعزيز قدراتها العسكرية والتكتيكية لمواجهة التهديدات المستمرة.

وتأتي هذه العمليات العسكرية في وقت تشهد فيه العلاقة بين العراق والتحالف الدولي بعض التوترات، إذ أن هناك جدلا مستمرا حول مستقبل وجود القوات الدولية في العراق، وتحديداً مستشارين أمريكيين.

من ناحية أخرى، هناك من يطالب بإنهاء وجود هذه القوات، بينما يرى آخرون أن هناك حاجة ملحة لاستمرار الدعم الدولي، خاصة في ظل التهديدات المستمرة من تنظيم داعش، وهو ما تسبب بتأجيل أو تباطؤ في المفاوضات بين العراق والولايات المتحدة.

تباطؤ المفاوضات
وبحسب المحلل السياسي عماد محمد، فإنه “تم تأجيل بعض المفاوضات بسبب تصاعد الأحداث الإقليمية مثل النزاع في غزة، بينما تسعى الحكومة العراقية إلى تحقيق توازن بين تحقيق السيادة والحفاظ على التعاون الأمني مع القوى الدولية وتحديداً التحالف الدولي”.

وأضاف محمد لوكالة “عراق أوبزيرفر” أنه “رغم التقدم الذي تحقق بفضل العمليات المشتركة، إلا أن هناك تحديات كبيرة ما زالت تواجه العراق في محاربة داعش، باعتبار أن التنظيم الإرهابي لا يزال قادراً على تنفيذ عمليات تكتيكية في مناطق نائية وصعبة الوصول، ما يتطلب توسيع عمليات الاستطلاع والتفتيش”.

وتشير تقارير إلى أن داعش يحاول إعادة تنظيم صفوفه، رغم الضغوط العسكرية، حيث تتمركز هذه المحاولات في المناطق الجبلية والوديان التي يصعب الوصول إليها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى